تعيش كرة القدم البحرينية في «دوامة» تُقلق كل عشاقها ومحبيها وتُقلّص مساحات التفاؤل لديهم لما تتعرّض له من «ضربات» تتعارض مع الأحلام والطموحات التي تتطلّع إليها الجماهير الكروية البحرينية، فكلما أوشكنا على الخروج من نفق نجد أنفسنا أمام نفق أضيق وكأن لسان حالنا يقول «وين ما تطقها عُويه»!!

أزمة الملاعب العشبية الصالحة لإقامة المباريات، سواء المفتوحة منها أو الإستادات التي لايزال اتحاد الكرة يتعكّز عليها لإقامة المباريات عليها نظراً لمحدوديتها وتواضع مستوى أرضياتها.

هذه الملاعب تؤول مسؤولية إنشائها وصيانتها إلى وزارة شؤون الشباب حتى الآن، ويُقال إنها ستنتقل قريباً إلى مظلة الهيئة العامة للرياضة، وعسانا نتلقّى أخباراً سارة في قادم الأيام عن تحسين أوضاع ملاعب الأندية وزيادة الإستادات المؤهلة لإقامة المباريات الرسمية لمختلف الفئات على اعتبار أن الملاعب تشكّل ركناً أساسياً من أركان التطوير المنشود.

أزمة التحكيم والأخطاء التحكيمية «البشرية» المتزايدة في مختلف مسابقاتنا الكروية وما تُسبّبه من إسقاطات سلبية على المنظومة التحكيمة ومن إحباطات للفرق المتضررة من تلك الأخطاء التقديرية، تتطلّب تحرّكاً جاداً من اتحاد كرة القدم لحسم ملف «الفار» والتسريع بتطبيقه حفاظاً على هيبة ومكانة التحكيم البحريني وحرصاً على ترسيخ مبدأ العدالة والإنصاف للأندية والحَدّ من اللغط الدائر حول مستوى التحكيم المحلي.

تداخل وتشابك الصلاحيات داخل بيت الكرة أصبح ظاهراً وواضحاً للعيان في مؤشر يؤذِن بانهيار الأداء الإداري في أكبر وأقدم اتحاد رياضي محلي، الأمر الذي يستوجب تدخّل كلّ من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية لفك هذا التشابك والتداخل والعمل على دعم شرعية مجلس الإدارة المنتخب ومنحه الصلاحيات المطلقة لإدارة شؤون اللعبة، وهنا يَبرز أيضاً الجانب السلبي للجمعية العمومية التي كثيراً ما نجدها تقف مكتوفة الأيدي في مثل هذه الحالات وتستسلم لكل المؤثرات الخارجية.

وعلى صعيد المسابقات المحلية بدأنا نشعر بأن الكثير من أنديتنا فقدت هويتها واتجهت إلى «أشباه المحترفين» لدرجة أنك بالكاد تجد لاعباً مواطناً أصلياً في تلك الأندية التي أصبحت هوية الغرباء غالبة عليها من دون إضافات فنية تُبرر هذه الغلبة.

ليس هذا فحسب، بل إننا فوجئنا بقرار الاعتذار عن المشاركة في بطولة غرب آسيا مع أننا نحمل لقب نسختها الأخيرة، ولانزال نترقّب مصير المدرب البرتغالي هيليو سوزا وفريق عمله مع اقتراب نهاية عقودهم بعد أشهر قليلة، الأمر الذي يجعل المرحلة القادمة مشوبةً بالغموض!

كل ذلك يجري في حقبة نخطط من خلالها لبلوغ نهائيات كأس العالم ودخول عالم الاحتراف، فكيف لنا أن نفك رموز هذه المعادلة المعقدة؟!