اعتاد المجتمع البحريني الاحتفاء بذكرى ميثاق العمل الوطني في صرح الميثاق الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم كل عام والتي نستذكر في هذه المناسبة إنجازات المملكة وما حققته من إصلاحات وتطور قادت إلى التقدم والنهوض الشامل لحياة كريمة في جميع المستويات كدولة المؤسسات والقانون والذي أثمر بتعزيز وحفظ الحقوق وتطوير القوانين والتشريعات ومواكبة التطورات والتنمية في مختلف المجالات، إلا أن الظروف القاسية شاءت وحالت دون الاحتفال بهذه المناسبة وذلك بناء على توجيهات سيدي حضرة صاحب الجلالة ‏الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بتأجيل الحفل وذلك تضامناً مع الشعبين التركي والسوري وما ألم الدولتين الصديقتين من كارثة كبرى جراء الزلزال الذي راح ضحيته آلاف من القتلى والمصابين ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن الأحياء وسط الدمار الذي خلفه الزلزال.

لا نزكي مملكتنا وقائدنا على هذه الإنسانية ولكن هي أفعال النشامى التي تتعامل مع الشعوب الشقيقة والصديقة بإنسانية تامة وها هي المملكة تشارك في هذا المصاب الجلل بتوجيه سامٍ من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بمشاركة قوة دفاع البحرين لتكون من أول فرق البحث والإنقاذ والإغاثة وما تقوم به المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية من جهود بارزة لإيصال التبرعات لهذه الشعوب المنكوبة، فهذا التضامن والدعم الأخوي نابع من إيمان قائدنا المعظم والشعب البحريني بأن للأشقاء والأصدقاء حقوقاً علينا وجب التضامن والمساندة في ظل هذه الظروف والكوارث الطبيعية التي لا ترحم فهي من عادات العرب والمسلمين المساندة والوقوف في اليسر والعسر مهما كلف الأمر فالرحمة والإنسانية من شيمنا وهذا ما ورثناه ونتوارثه على مر الأيام.

توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم ستظل في ذاكرة الوطن وذاكرة الشعوب على مواقف جلالته النبيلة وإنسانيته وتقديم الواجب الإنساني كبصمة واضحة وباقية بأن المواقف النبيلة هي من تصنع تقدم الأوطان وهي مقياس لحضاراتها الباقية وهي الثروة الحقيقية لصمود الأمم، فتوجيهات جلالته حفظه الله نهج نسير من خلفه لتلك الرؤية العصرية في الإنسانية والتسامح والتعايش السلمي، فجلالته مدرسة ننهل من توجيهاته النيرة لتكون دعائم متينة وباقية على مر العصور.