ما من شك في أن مواقف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، الإنسانية هي أكثر من أن تُعدّ وتُحصى، ففي كل مناسبة دينية أو وطنية تتجلّى هذه المواقف في أبهى حُللها وأحلى تجلّياتها.

ولعلّ آخر هذه المواقف الإنسانية لجلالته، حفظه الله ورعاه، توجيهاته السامية بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة لكل من تركيا وسوريا بعد أن ضربهما الزلزال المدمّر منذ أكثر من أسبوع وأودى بحياة الآلاف من مواطني تلك الدولتين المنكوبتين وهَدَمَ العشرات من المباني وسواها بالأرض وشرّد مئات الآلاف من مواطنيها الذين أصبحوا بلا مأوى يضمّهم.

وقد كانت استجابة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سريعة لتوجيهات جلالته حيث أعلن عن فتح باب التبرّع من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.

كما أن جلالة الملك المعظم أمر بأن تُقام صلاة الغائب على ضحايا الزلزالين وذلك عقب صلاة الجمعة الماضية بجميع جوامع ومساجد مملكة البحرين، وأن تُوجَّه خطب الجمعة بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة لضحايا هذه الزلازل وأن يمنّ بالشفاء على الجرحى والمصابين.

وقد أعلن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بأنه تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك المعظم، فقد تم فتح باب التبرّع ومَنْح شرف المساهمة للجميع في دعم الأشقاء في كل من سوريا وتركيا، وأنه قد تم تعيين الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية رئيساً تنفيذياً لهذه الحملة وتكليفه باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتسهيل مساهمة المواطنين والمقيمين في هذه الحملة الوطنية.

وقد سافرت بالفعل كوكبة من قوة دفاع البحرين إلى سوريا وتركيا للمساهمة في البحث عن المصابين والناجين من هذين الزلزالين المدمرين والمشاركة في مهمة الإغاثة الإنسانية «عملية سواعد الغيث».

هذه هي البحرين دائماً وأبداً في مواقع الصدارة في الأعمال الإنسانية والإغاثية، وقد أثبت شعبها الأبي أنه لم ولن ينسى أشقاءه في مختلف الظروف والأحوال.