هدفان "مهاريان" في مرمى "الأبيض" الإماراتي دشن بهما منتخبنا الوطني نواياه البطولية، وقدمهما كعربون لمساعيه الجادة للحفاظ على اللقب الخليجي، وكشف بهما عن هويته الطامحة لإثبات الكفاءة التنافسية مع نظرائه الخليجيين وهو ما ننتظر أن يعززه "الأحمر" في لقائه الهام اليوم أمام نظيره "الادعم" القطري في مواجهتهما المرتقبة لصدارة المجموعة الثانية وتأكيد التأهل إلى الدور قبل النهائي..
الجولة الأولى لـ"خليجي 25" كشفت – ولو بشكل مبدئي – عن قدرات المنتخبات الثمانية، واتضح من خلالها أن منتخبنا الوطني ونظيره العماني هما الأكثر جاهزية من الناحيتين البدنية والفنية، فيما أظهرت هذه الجولة تمتع كل من الكرة السعودية والكرة القطرية بكفاءات كروية شابة قادرة على حمل شعار بلادها بجدارة، فيما لم يظهر المنتخب العراقي صاحب الأرض والجمهور بالمستوى الذي يليق بتاريخ الكرة العراقية "العريقة"، ولا يلامس طموحات الجماهير العراقية المتطلعة إلى عودة الكأس الخليجية إلى بلاد الرافدين بعد غياب دام ما يقارب الـ35 عاماً منذ آخر لقب تحقق في "خليجي 9" بالرياض، وينطبق الحال على المنتخب الإماراتي الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً في مستوياته الفنية ويحاط بالكثير من اللغط الإعلامي والجماهيري، بينما يترجم المنتخب الكويتي الحالة المتذبذبة التي وصلت إليها الكرة الكويتية التي لم تعد قادرة حتى الآن على إعادة أمجاد "الأزرق الكويتي" الذي تصدر المشهد الكروي الآسيوي في ثمانينيات القرن الماضي، وكان أول منتخب خليجي يظفر باللقب الآسيوي وأول منتخب خليجي يتأهل إلى نهائيات كرة القدم الأولمبية، وأول منتخب خليجي يتأهل إلى نهائيات كأس العالم علاوة على تسيده الألقاب الخليجية بعشرة ألقاب، ويظل المنتخب اليمني عاجزاً عن تحقيق طموحاته وسط الظروف القاهرة التي تعيشها البلاد والتي ألقت بظلالها على المنظومة الرياضية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص وهو ما جسده مدرب المنتخب اليمني التشيكي "سكوب" في أول مؤتمر صحافي له بالبصرة !
وسط كل هذه المعطيات نجد أن فرصة منتخبنا الوطني لتحقيق مساعيه البطولية والاحتفاظ باللقب تكاد تكون أكبر مما كنا نتصوره قبيل انطلاق "المونديال الخليجي البصراوي" ونأمل أن ينجح البرتغالي "سوزا" – كما عودنا – في استثمار هذه المعطيات ويعود إلى الديار محملاً بالذهب..