لم يعد مبدأ «مقاس واحد يناسب الجميع» في السلك الأكاديمي مناسباً بعد ما حلت بعض التوجهات الأحدث محله مثل التعليم المؤقلم أو التعلم التكيفي، وهو التعليم الذي يتكيف ويتأقلم بحسب حالة كل طالب واحتياجاته وقدرته على هضم المادة العلمية واستيعابتها، ويتم ذلك عبر تغيير طريقة عرض المحتوى استناداً إلى الاستجابات الفردية من خلال قراءة ردود الفعل المقدمة من قبل الطالب والتي تعطي تلميحاً للمُعلم عن طريقة التعليم الأنسب لكل طالب.

كأكاديمية مطلعة على ديناميات الفصول الدراسية ومدركة بأن الطلاب يتعلمون بوتيرة متفاوتة، أعتقد بأن تفاوت حاجات الطلاب يأتي لأسباب عديدة منها: معدل ذكاء الطالب وسرعة استيعابه، ومدى اطلاعه على الخبرات السابقة، ومن هنا تقدم تقنيات التعليم المؤقلم «التكيفي» حلاً عملياً تعلن من خلاله نهاية نهج «مقاس واحد يناسب الجميع» والذي يعالج المناهج التقليدية والتي تميل لتعليم جميع الطلاب بنفس الأساليب والأدوات التعليمية وتفتقر إلى قوة أنظمة التعلم المؤقلمة والتي تستهدف التعليم فوق مستوى قدرة الطالب الحالية لتخلق دافع التحدي وتحول الطالب إلى أفضليات أخرى للتعلم، منها: خفض معدلات الرسوب، ورفع مستوى الفعالية في أساليب التعليم وتحقيق النتائج، ورفع كفاءة الطالب التعليمية.

هذا وتحتوي نظم التعلم المؤقلم على ثلاثة عناصر أساسية: نموذج المحتوى ونموذج المتعلم والنموذج التدريسي أو الإرشادي، حيث يحدد نموذج المحتوى الموضوع أو المادة العلمية ومخرجات التعلم، في حين وُجد نموذج المتعلم من أجل التكيف ووضع الاستدلالات ومعرفة مستوى الطلاب بناءً على أدائهم وتحديد الأسلوب الأنسب للتعليم لرفع الاستجابة التحفيزية لديهم، أما النموذج التدريسي أو الإرشادي فهو مزيج بين نموذج المحتوى ونموذج المتعلم ليحدد كيف يمكن للنظام أن يختار محتوى معيناً لطالب معين في وقت محدد.

بحسب الدلائل والملاحظات الحالية فإن الخمس إلى العشر سنوات القادمة سوف تعتبر الكتب والدفاتر الورقية جزءاً من الماضي، وسيعتمد التعليم على التسجيلات والفيديوهات والتمارين الصفية واللاصفية المبنية على التطبيقات الفعلية وليس الافتراضية. ومما لاشك فيه أن التعليم المؤقلم سيقوم بمساعدة كل طالب في العثور على المحتوى الذي يحتاج إليه بالتحديد وبالصيغة التي يرغب فيها وفي الوقت المناسب.