رسخ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، اسم مملكة البحرين عالمياً كنموذج واضح للتعايش السلمي والحريات لما تتمتع المملكة منذ آلاف السنين من حريات كثيرة منها حرية اعتناق الأديان والعبادات التي تبنى على أساس من المحبة والألفة والتفاهم والانتماء للوطن في ظل التعايش السلمي الذي عززه جلالته حفظه الله في بلد التعددية، حيث يرتبط المجتمع البحريني فيما بينهم بالعلاقة المتبادلة، تعرف كل شريحة حقوقها وواجباتها سواء أكان تعايشاً دينياً أو عرقياً أو مذهبياً فمن المهم أن يعيش الجميع في سلام وانسجام، فالتعايش لا يعني أن يبدل المرء دينه أو مذهبه أو يساير الشريحة الكبيرة أو الديانة التي تعتنقها الدولة لا. وإنما مبادئ الحريات والحقوق جعلت من المواطن والمقيم يعتنق من الديانة ما يشاء ويمارسها بحرية تامة فبلدنا بلد التسامح بلد السلام بلد يتعامل فيه الجميع معاً بإنسانية ومحبة.
كما تتميز مملكة البحرين بتنوع دور العبادة لتعدد الثقافات والمعتقدات؛ فالمملكة منذ قيام الدولة الخليفية تسعى في نشر ثقافة التعايش السلمي، فكان تشييد وبناء مختلف المعابد والكنائس دلالة على تعزيز الحرية الدينية وأهمية التعايش باستقرار لمستقبل مزدهر ومتقدم، فأي خطاب يدعو إلى الكراهية والتعصب الديني والمذهبي مرفوض ولا يقبله ديننا الحنيف ولا ترتضيه إنسانيتنا، لذلك مجتمعنا البحريني يعزز هذا التعايش السلمي بقناعاته التامة من أجل الاستقرار والسلام، وكل يعبر عن هذه المفاهيم بطريقته كرسالة للعالم من تجربة المملكة في التعايش والتسامح، فكانت رحلة التعايش الذي نظمها الشيخ صلاح الجودر عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لزيارة بعض دور العبادة في مملكة البحرين نابعة من الرسالة التي أرساها جلالة عاهل البلاد المعظم لمشاهدات حقيقية وواقعية في إقامة دور العبادة لمختلف الأديان والطوائف، فالهدف ليس التعرف على تلك الأديان والمذاهب بقدر التفاعل مع المواطنين والمقيمين من أبناء الثقافات التي تعيش على هذه الأرض الطيبة، وتفعيل المعاني الجميلة من التعايش كما رسخه لنا جلالته حفظه الله وهذا ما نحاول نقله إلى العالم بمختلف الوسائل.