تشرّفتُ الأسبوع الماضي بقبول استضافة المملكة العربية السعودية، وتحديداً وزارة السياحة وهيئة الترفيه لزيارة موسم الرياض، وفي الدعوة كُتب حرفياً «نتطلع لأن تكون زيارتكم للمملكة العربية السعودية وفق ما تتخيلون وأكثر».. وقد صدقوا حرفياً، فكل شيء كان فوق الخيال وأكثر.

أداوم على زيارة الرياض بغرض العمل بشكل شبه دوري، ولا أبالغ إذا ما قلت بأنني مع كل رحلة عمل أراها مختلفة عن الزيارة الماضية.

في كل زيارة أتطلع إلى معرفة ما هو الجديد المقدم لزوار السعودية بشكل عام ومدينة الرياض بشكل خاص.

أرى ألواحاً إعلانية عملاقة وُضع عليها تصورٌ لمشاريع مستقبلية، والأغرب بأنني أرى هذه الصور متحققة خلال فترة زمنية قياسية، وكأن السعودية تسابق الزمن للإيفاء بوعودها على مختلف الصعد.

مشاريع ضخمة، عملاقة، حديثة، متناسبة تماماً مع ما يتطلع له الزائر والمقيم والمستثمر وحتى المواطن الذي يعيش على هذه الأرض الكريمة.. مشاريع أقل ما يقال عنها أنها «فوق الخيال»..

وعندما سألتهم عن سر الإتقان المُحكَم في المشاريع، والنجاح المُبهِر قيل لي «إننا نقوم بتقييم رحلة العميل أولاً بأول» ونُحسّن كل تجربة ونحاول أن نجعلها تجربة مميزة!!

ناهيكم عن سبب ذكرته في أكثر من مقال وهو «عدم تكرار نفس المشروع -حتى وإن حظي بنجاح كبير»، فالسعوديون يتحدون أنفسهم أن يقدموا مشاريع سياحية أكثر متعة من سابقتها، وأن يحظى السائح والمقيم والمواطن بتجربة جديدة في كل موسم، لكي يضمنوا استمرار تدفق السياح لهم.

رأيي المتواضع

إن اختيار المصطلحات التي تأتي على صيغة تضخيم مثل «الأضخم، الأعلى، الأكبر» يحتاج إلى حماس ومنافسة مستدامة من أجل إثباتها. وها هي السعودية العربية تراهن على أن تجربة السائح والمقيم والمواطن ستكون «فوق الخيال»، وهذا بالضبط ما عايشته منذ وصولي إلى مطار الملك خالد الدولي الذي تم تحديثه مؤخراً ليكون أولى محطات الإبهار عند الزائر، حتى مغادرتي لهذه المدينة المُبهِرة، وللحديث بقية.