يأتي استهداف البرلمان الأوروبي «المضروب في مصداقيته» لبلدنا البحرين وسط فضيحة مجلجلة طالت قياداته وأعضاء فيه، ومختصرها المفيد أن بعضاً منهم «استلم أموالاً» من جهات خارجية وليست جهات رسمية من دولهم، والهدف من ذلك «تنفيذهم لأجندة» تستهدف دولاً معينة، وطبعاً في مقدمتها السعودية والبحرين.

لذلك نحن نقول رداً على البيان الأخير لهم والذي أسموه «قراراً» وهم لا أحقية لهم بالتقرير عن دول لها استقلالية وسيادة، نقول إن بيانكم هذا «بلوه واشربوا ماءه»، لأننا لسنا مهتمين بمتابعته، بقدر ما هو اهتمامنا يتركز الآن على متابعة «المشهد الهزلي» الذي فيه تتساقط أحجار الدومينوز لأعضائكم ومن يرتبط بهم بسبب «قبول الأموال» والتحول إلى «أصوات مأجورة».

وهنا ألا يذكركم المشهد بأناس آخرين، هم «ضيوف دائمون» لدى البرلمان الأوروبي، بل «أصدقاء مقربون» لدى بعض أعضاء هذا البرلمان؟! وطبعاً نعني هنا من يشابهونهم في قبول الرشاوى والأموال وفي التحول إلى «مرتزقة» يعملون لخدمة أجندة جهات ليس بلدانهم.

مرتزقة النظام الإيراني الذي «استأجرهم» بماله السياسي القذر واستغل تبعيتهم له عبر سطوة المذهب، هم من يحاولون تشويه صورة البحرين عبر الاستقواء بهذا البرلمان، لكنها «خيبة متطابقة»، فكل منهم يأخذ الأموال لا ليخدم بلده، بل ليخدم من استأجره.

عموماً اتركوهم في فضيحتهم لنرى كيف يمكنهم إصلاح ما أفسدته ضمائرهم القابلة بضرب القيم والمثل، في الوقت نفسه هم الذين يدعون محاربة الفساد والدفاع عن الحريات والنزاهة. قال نزاهة قال!

اتركوهم جانباً، ولنرى عنصريتهم العرقية والدينية كيف تتجلى في أبسط الأمور، حتى كرة القدم التي من المفترض أنها لعبة تجمع الشعوب، حتى هذه الرياضة دخلت العنصرية فيها من أوسع الأبواب.

انتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع للنجم الفرنسي كيليان مبامبي، الذي يعد حالياً من أفضل اللاعبين الموجودين في العالم، وتوج مؤخراً بجائزة هداف كأس العالم، وفاز مع المنتخب الفرنسي بالمركز الثاني بعد هزيمتهم في المباراة النهائية للمونديال أمام ليونيل ميسي والأرجنتين.

المقاطع للنجم الذي تعود أصول والده للكاميرون الإفريقية، ووالدته للجزائر العربية، كانت في مؤتمر صحفي قبل عامين، وتم وضع ترجمة عربية على كلامه باللغة الفرنسية، ورغم أن الترجمة لم تكن دقيقة بل تم تحويرها، فإنها كانت تتحدث عن عنصرية فاضحة وواضحة يتمثل بها الفرنسيون وتحديداً من خلال سياسييهم وواضعي القوانين هناك.

الترجمة كانت تقول إنه حينما تفوز فرنسا بكأس العالم أو أي بطولة، تتحدث فرنسا كلها عن المنتخب الفرنسي، رغم أن هذا المنتخب يضم في نسبته الغالبة لاعبين من أصول مختلفة، أغلبهم من مستعمرات إفريقية سابقة وبعضهم مسلمون مثل كريم بنزيما وعثمان ديمبلي وإبراهيما كونتاني، ونجولو كانتي، وأبوبكر كامارا وبول بوغبا. أي أنه في الإنجاز يعتبرونهم فرنسيين أصليين. لكن حينما تهزم فرنسا تطغى العنصرية فيوصفون بأنهم أفارقة وليسوا فرنسيين وأنهم لم يخدموا الأمة الفرنسية بإخلاص.

العنصرية في التعامل لوحظت في أسلوب المدرب الفرنسي ديديه ديشامب، إذ رغم إصابة النجم المسلم كريم بنزيما الحائز على الكرة الذهبية مؤخراً، وتعافيه بعد نهاية الدور الأول للمونديال، فإن المدرب رفض حتى طلب إشراك اللاعب مع وجود الإمكانية، وكشفت تقارير بأن بنزيما المسلم يلاقي كراهية داخل صفوف المنتخب الفرنسي من بعض اللاعبين الفرنسيين غير المسلمين، لذلك كان مفهوماً إعلانه الاعتزال الدولي بعد المونديال.

الفكرة فيما نقوله هنا، وهي رسالة للأوروبيين الذين «صدعوا رؤوس العالم» بحقوق الإنسان والديمقراطية، أنتم تاريخكم يشهد بكل وضوح على «الاحترافية في العنصرية والقمع»، أنتم من لا يحترم معتقدات الآخرين ودينهم، وأنتم من تعاملون الناس بناءً على ألوانهم، واليوم منكم سياسيون يأخذون المال ليخدموا جهات خارجية بأسلوب الارتزاق الرخيص.

أنتم عدلوا أوضاعكم أولاً، بعدها تكلموا.