الكتاب هو أهم جهاز من أجهزة الثقافة وأعمقها أثراً، ويُعدُّ الوسيلة الأولى للتثقيف في العالم كله، فهو مستودع الثقافة ووعاؤها، ورغم تطوُّر العالم وتعدُّد وسائل الثقافة، وظهور أول المنافسين للكتاب من الصحف والمجلات وأجهزة التواصل الاجتماعية إلكترونية وأجهزة الثقافة الأخرى فإنه لا يزال يحتل الصدارة بينها، وتطور إلا أن الكتاب في السنوات الأخيرة ومنذ وباء كورونا (كوفيد19) ظهرت تغيرات حيث غابت معارض الكتب، مثلاً كان هناك معرض البحرين الدولي للكتاب الذي كان يقام كل سنتين في مملكة البحرين ومنذ فترة غاب هذا المعرض فالكتاب هو عمق الثقافة فلقد كانت ولا تزال مملكة البحرين هي عاصمة الثقافة ليس في الخليج العربي فحسب إنما في الوطن العربي. أصبحنا نسمع بمعارض الكتب التي تقام في عواصم الدول التي تجاورنا لذلك لا عذر للجهات المعنية في عدم إقامة مثل هذه المعارض.

ومهما تطورت وسائل الثقافة والمعرفة إلكترونياً فإن الكتاب لم ولن يفقد مكانته الثقافية فهو يمكن أن يكون معك أينما تذهب به بينما الكتاب الإلكتروني لا يعطيك المرونة بالتنقل به حتى وأنت في بيتك قراءة كتاب ورقي أكثر متعة من أن تقرأ كتاباً إلكترونياً الذي هو معرض للتوقف عندما يحدث انقطاع في الشبكة الإلكترونية.

كل ما نريده أن تصحو الجهات المعنية بتسويق الكتب ولابد لها من أن تبادر وتعرف أين وصل الآخرون في تفعيل دور الكتاب في الثقافة من خلال إقامة معارض الكتب السنوية وأين وصلنا نحن؟! وهذا يأتي من حرصنا على وطننا البحرين والحركة الثقافية فيها وضرورة تزويد المكتبة البحرينية بالجديد وتشجيع المؤلفين والناشرين، فالبحرين كانت ولاتزال عاصمة الثقافة.