اتجاهات

هذه الأرض لا تنسى من روى ترابها بدمه مضحياً لأجلها، مدافعاً عنها.

قائد هذه الأرض رجل لا ينسى أبناءه الذين رخصوا أرواحهم لأجلها، الذين عاهدوا على صونها وكانوا على قدر العهد.

هذا الشعب لا ينسى أبداً من فدى البحرين بأغلى ما يملك، من استشهد لأجل أمنهم، ولأجل عزة وكرامة بلادهم، من قال للموت أهلاً لأجل البحرين ولا شيء آخر.

لذلك ذكرى عيدنا الوطني، وعيد جلوس جلالة الملك لا تنفصل إطلاقاً على استذكار شهداء هذا الوطن، بل جلالة الملك بنفسه والد البحرينيين هو الذي ثبت وبكل قوة "يوم الشهيد البحريني" كأساس دائم في ذكرى العيد الوطني، إذ في عرف حمد بن عيسى "شهيد الوطن" سيظل خالداً مخلداً في ذاكرة هذا الوطن وتاريخه وفي وجدان وقلوب شعبها المخلص.

في القصر الملكي بالأمس وقبل أن يبدأ ملكنا الغالي كلمته السامية، كان الاحترام والتقدير الدائم الموجه لشهدائنا البواسل، تدوي كما الرعد الهادر المهيب أصوات ٢١ طلقة تذكر الجميع بأن هذه الأرض الطاهرة روتها دماء طاهرة، البحرين الغالية ذاد ويذود وسيذود عنها كل إنسان مخلص مهما كان موقعه، فهذا الوطن ترخص له الروح فعلاً دون القول.

اليوم هو يومهم، هو استذكار لبطولاتهم، هو يوم نفخر ونتشرف بذكراهم، وهو يوم لأبنائهم ليعرفوا حجم الوفاء والامتنان الذي يكنه قائد الوطن وشعب الوطن لشهداء الوطن.

"يوم الشهيد البحريني"، مناسبة لا تمر إطلاقاً كأي مناسبة، إذ كلما فكرت في حياتك يا بحريني، كلما تمعنت في أجواء وطنك ورأيت سيادة الأمن والأمان، وكلما رأيت مساعي ومحاولات أعدائك لاستهداف وطنك، تذكر بأن هذا التراب الغالي حفظه الله بفضله وكرمه، ثم بنصرته لجهود الأبطال والبواسل الذين يحافظون عليه، والذين بعض منهم ضحى بنفسه لأجل البحرين ولأجلك يا بحريني.

شهداء البحرين مخلدون في تاريخها وذاكرتنا، وهم ساكنون في القلوب. واحترام ذكراهم وبطولاتهم أمر تجده ممتداً من جلالة الملك وصولاً لأصغر طفل يعشق تراب البحرين، وعليه تجد الاهتمام المستمر بأبناء الشهداء، تجدهم حاضرين دوماً لدى الملك وأنجاله، بل تأسست منظومات معنية برعايتهم والاهتمام بهم، فأقل ما تقوم به البحرين وفاءً وعرفاناً لهم إضافة لتخليد ذكراهم هو الاهتمام بأبنائهم وتنشئتهم ودفعهم للسير على خطى آبائهم.

ما أعظمها من منزلة وطنية هي، لست أتحدث عن منصب وزير ولا وكيل ولا مسؤول ولا غيرها من المناصب، بل أتحدث عن منصب "شهيد وطن"، منصب له مكانته الرفيعة عند المولى عز وجل، فما أعظم من مكانة شهيد استشهد دفاعاً عن دينه ووطنه وشرفه، وما أجمله من وصف لأنجالهم حينما يشار لهم بالبنان ويقال "هذا ابن الشهيد".

رحمكم الله وأسكنكم فسيح جناته، وأماناتكم الممثلة بأبنائكم وعوائلكم "محفوظة" لدى قائد أمين حليم وإنسان رحيم اسمه الملك حمد بن عيسى، هو والد أبناء الشهداء، وهو الرجل الذي لم ينس تضحياتكم يوماً ولن يقبل بأن ينسى التاريخ والماضي والحاضر اسماً واحداً من أسماء "شهداء البحرين".

ربي ارحمهم وأكرم نزلهم، واحفظ أبناءهم وبارك فيهم، واحفظ لنا هذا الوطن بقائده وشعبه آمناً مطمئناً إلى يوم الدين