عميقة هي خطابات جلالة الملك المعظم حفظه الله في مضامينها ورسمها خريطة عمل متجددة لمملكة البحرين، إضافة إلى تحديدها مسارات الحراك المستقبلي الذي هدفه مصلحة هذه الأرض الطيبة وأهلها المخلصين لها.

وكما هي عادته في بدء عمل أي برلمان جديد في فصل تشريعي متجدد، متمثلاً في نواب الشعب المنتخبين وأعضاء الشورى المختارين، يضعنا جلالة الملك المعظم حفظه الله جميعاً في دائرة المسؤولية تجاه هذا الوطن، وكذلك يرسم معنا المستقبل الذي نتطلع إليه بما يحقق تطلعاتنا كشعب، وبما يحقق الخير لبلدنا التي ندعو الله دائماً أن يحفظه ويمن عليه بالأمن والأمان والخيرات والنعم.

وهنا قبعة الاحترام والتقدير ترفع لجلالته على كلامه الواضح والصارم والذي بدأ به قبل أي شيء آخر، وتأكيده أنه حامي وحدتنا الوطنية والحافظ لتقاليدنا وقيمنا والذي لن يسمح بأي مساس بها، وأن بلادنا بعون الله ستقف كالبنيان المرصوص في وجه أي غزو فكري يتعارض مع قيم شريعتنا الإسلامية السمحة والفطرة الإنسانية السليمة، فلله درك يا ملكنا الغالي.

سعادة النواب الجدد الذين اختارهم الشعب وصوت لهم وأوصلهم إلى كراسي البرلمان، ها هي أمامكم كلمة غزيرة المعاني، وكلمات عميقة المضامين، يقدمها لكم قائد سفينة هذا الوطن الغالي، فيها من الملامح الرئيسية التي من شأنها مساعدتكم في العمل ضمن خارطة المستقبل للبحرين، وفيها من رفع الوعي بشأن المسؤولية تجاه الوطن الشيء الكثير، بالتالي بعد هذا الخطاب السامي يحين دوركم لبدء العمل الجاد من أجل هذا الوطن الغالي الذي يحتضن جميع أبنائه، محققاً حلم ورؤية ملك محبوب وغال، ولأجل شعب يضرب به المثل في الوفاء والإخلاص لأرضه وقيادته، يستحق منكم رد الجميل والعمل على تحقيق رضاه وتلبية طموحاته وتحسين معيشته وصنع مستقبل جميل له ولأبنائه.

بخلاف عمل اللجنة البرلمانية التي ستشكل للرد على الخطاب الملكي السامي، مهم جداً أن يقوم كل نائب بتحليل مضمون خطاب جلالة الملك المعظم، وتحديد الأطر الرئيسية والتركيز على الجوانب المهمة التي تطرق إليها ملكنا الغالي، ومواءمة كل ذلك مع برنامج عمل كل نائب، ووضع كل توجيه ومسار يمثل السياسة البحرينية ويمثل الحراك الوطني كأساس لتحقيق وعودكم للناس، وللعمل وفق هذه الرؤية التي باتباعها والحفاظ عليها فإننا نحافظ على مسيرة وطن، ونصون مشروعاً إصلاحياً جاء به ملكنا بكل شجاعة، ونعزز بالتالي من وجود البرلمان الذي جاء ليكون صوتاً للناس ومنصة يشارك فيها أهل البحرين السلطة التنفيذية صناعة القرار لما فيه خير ومصلحة الجميع.

وبالحديث عن السلطة التنفيذية، والحراك الدؤوب والاجتهاد المستمر والسعي لمزيد من الإنجازات والمكاسب بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فكلمات جلالة الملك المعظم وتقديره وإشادته بالجهود المبذولة في كافة القطاعات، من شأنها زيادة المسؤولية على الحكومة الموقرة لتكون دائماً وأبداً عند حسن الظن فيما يتعلق بخدمة الوطن والمواطن، وأيضاً توجيهات جلالة الملك المعظم ترسم مجدداً خريطة عمل واسعة تستشرف المستقبل وتسعى لتعظيم مكاسب المشروع الإصلاحي، وعليه فإن انعكاس مضامين الخطاب السامي بالتأكيد ستترجم بكل قوة وفاعلية في مشروع برنامج عمل الحكومة المرتقب للسنوات القادمة.

نبدأ مرحلة جديدة من العمل التشريعي والتنفيذي لأجل هذا الوطن ولأجل هذا الشعب، وها هو ملك البحرين المعظم حفظه الله يذكركم بمسؤولياتكم وصلاحياتكم ويضع كل الأمور الممكنة والدعم أمامكم، فلنأمل أن يكون القادم أفضل وأجمل للبحرين؛ فمشروعنا الإصلاحي وجد ليستمر ويتجدد ويتطور، وجد ليكون نهج حياة لا تتوقف، نبضها البحرين وشعبها أولاً وأخيراً.

اللهم احفظ البحرين وملكها وقيادتها وشعبها واكتب لهم الخير الدائم.