التكريم ظاهرة من الظواهر الحضارية المؤثرة جداً في التحفيز والتشجيع والتقدير لكل من يخلص ويبدع في مجاله، لذلك تحرص الدول على تكريم روّادها ومبدعيها من خلال جوائز تقديرية سنوية وفق معايير دقيقة تحدد درجات الإبداع والتفوق في شتى المجالات. ولعل مملكتنا الحبيبة البحرين تأتي في طليعة الدول المهتمة بهذه الظاهرة الحضارية من خلال تقديم الأوسمة الملكية السنوية للرواد والمتميزين من المدنيين والعسكريين بمن فيهم منتسبو الأسرة الرياضية البحرينية، أضف إلى ذلك التكريم السنوي الذي تحرص عليه اللجنة الأولمبية البحرينية سواء من خلال «جائزة ناصر بن حمد للبحث العلمي في المجال الرياضي» التي أقيمت نسختان منها على المستوى المحلي والعربي والتي نأمل أن تعاود مسيرتها على المستوى العالمي، بالإضافة إلى الاحتفال الأولمبي السنوي الذي بدأ في مطلع التسعينات قبل أن يستبدل بجائزة «عيسى بن راشد للعمل الرياضي التطوعي» والتي توقفت فجأة في السنوات الثلاث الأخيرة، إلى جانب مناسبات التكريم الخاصة التي تحرص بعض الأندية والاتحادات الرياضية على إقامتها تكريماً لمنتسبيها من الإداريين والرياضيين، كما لا ننسى حرص مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة السيد صالح بن هندي المناعي على تكريم الرياضيين القدامى من خلال «مجلس بن هندي الرمضاني» وما قامت به مؤخراً الجمعية البحرينية للرواد الرياضيين من لفتة كريمة تجاه نخبة من الرواد الإداريين واللاعبين المتميزين بتكريمهم على هامش «المؤتمر العلمي العربي الدولي الأول» الذي احتضنته هذه الجمعية كباكورة لنشاطها الذي نأمل أن يعود بالنفع على الرياضة البحرينية عامة وعلى الرواد الرياضيين البحرينيين من الجنسين بشكل خاص.

نتمنى أن تعود «جائزة عيسى بن راشد للعمل التطوعي الرياضي» إلى النور مجدداً نظراً لأهميتها وقيمتها التحفيزية في تسيير النشاط الرياضي المحلي، كما نتمنى أن تستمر ظاهرة تكريم الرياضيين في كل موقع من المواقع على أن تكون قائمة على معايير دقيقة بعيدة عن العواطف والمجاملات وجبر الخواطر وأن يُراعى فيها حجم الإنجاز والتميز والإبداع كما تُراعى فيها سنوات الخدمة وما يرافقها من تضحيات شخصية.

كل ذلك من أجل التحفيز على استمرارية العطاء ونبذ التهميش والنسيان لكل من قدم خدمات جليلة لهذا القطاع الحيوي، وأن تبقى البحرين وفية لأبنائها.