تضامن واسع مع الفنانة شيرين عبدالوهاب من قبل محبيها وتعاطف الكثيرين لمصابها، ليس لأنها فنانة ولها جمهورها وإنما لأنها إنسانة تعرضت لأزمة عاطفية قوية لخبطت كيانها ومكانتها بين جمهورها ومحبيها؛ فهي صاحبة الصوت القوي الدافئ، صاحبة المشاعر الجياشة التي جعلت محبيها يسافرون بأغنيتها إلى محطات الحب والهيام والحزن العميق وإلى شاطئ الغرام، للاسف هي تعمقت بحبها حتى وجدت نفسها في غبة من الحزن تتقاذفها يمنة ويسرة، ماذا حدث وما هي حقيقة السيناريوهات السابقة؟ لا ندري كل ما في الأمر أنها استسلمت لمشاعرها الجنونية دون أن تدرك أن هذا الحب هو هلاكها. ماذا كان ينقص الفنانة شيرين عبدالوهاب؟ هل تنقصها الشهرة؟ المال؟ محبة الناس؟ الحفلات؟ الزواج؟ الحب؟ الأولاد؟ لم يكن ينقصها شيء، حتى عمليات التجميل، جعلت منها إنسانة رائعة، ولكن يبدو أن «كل أمر يزيد عن حده ينقلب إلى ضده» وهذا يتمثل في حبها الجنوني لزوجها فقد نسف الحزن تاريخها الفني الطويل وأصبحت مادة خاماً للتنمر والغيبة وشماتة البعض، فهل يستحق هذا الحب كل هذا العناء وهي قابعة في أحد المستشفيات؟!
لا تكوني مثل شيرين عبدالوهاب لا تجعلي من الحب مادة سامة تميتك ببطء دون أن تشعري، الحب جميل ولكن عندما يتلاعب الطرف الآخر بالحب يصبح خانقاً محطماً وهذا ما حدث لها، أحبته أكثر مما ينبغي فسقطت وأسقطت كل شيء جميل في حياتها، إياك أن تكوني مثل شيرين، أحبيه بقدر حبه لك، ولكن لا تقدميه على نفسك، وكوني كالشجرة لا تموت إلا واقفة، فمن لا يريدك وأنت في كامل صحتك لا يريدك وأنت عليلة، ومن هانت عليه العشرة يهون كل شيء، أعجبني رد إحدى الفنانات عندما قالت بعد طلاقها «أنا لست شيرين» فشيرين أصبحت اليوم مادة تدرس في معاني الحب وأصبحت بلا مأوى عندما هجرها. الله يكون في عونها. تعجبني المرأة القوية التي تبني نفسها وتروضها على أن تحيا بدون الحب الذي أذلها، تعجبني المرأة التي تبني نفسها من جديد، وترممها من جديد، وتنتصر على الحب الذي أهانها، لا تكوني مثل شيرين عبدالوهاب، ابكي مع أغنياتها ولكن لا تكوني بطلة أغنيتها أبداً، واجعلي من أغنيات الفنانة أحلام الشامسي ترتقي بنفسك بشموخ وعزة «رأس قمة» وإن أهملها حبها الوحيد، أبداً لا تكوني غبية في الحب.