عمدت أخيراً إلى متابعة مجموعة من الفيديوهات التي تنشر عبر اليوتيوب لأشخاص يتخذون من الدول التي ينتمون إليها موقفاً ويقيمون في الخارج ويعتبرون أنفسهم «معارضة» ومؤثرين فتبين أنهم ينطلقون في نشاطهم من مبدأ «خالف تذكر» وأنهم يعتمدون في ما يريدون توصيله إلى الجمهور على الصراخ والألفاظ النابية وأنهم لا يرون أي مضيء في عمل الحكومات التي ينتقدونها ويعتبرون كل إنجاز يحققه الحاكم أمراً لا يمت إلى الإنجاز بصلة، وفي هذا ما يكفي للقول إنهم بعيدون عن المنطق والموضوعية.

المصريون الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يغمضون أعينهم عن كل إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرى العالم كله كيف أنه يعمل ليل نهار للارتقاء بمصر واستعادة دورها ويبالغون في تصوير الأخطاء التي لابد منها ويؤلفون من الحبة قصة ورواية.

والسعوديون الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يفعلون الشيء نفسه ويغمضون أعينهم عن الجرأة التي اتخذها ولي العهد السعودي رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عنواناً للعهد الزاهر الذي تشهده السعودية وينفخون في قصص وأحداث وأخطاء لا قيمة لها.

والبحرينيون الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» واختاروا الاستدفاء بحضن النظام الإيراني لا يشيرون إلى أي إنجاز ونجاح تحققه البحرين ويقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم الذي يشهد العالم كله كيف أنه أوجد تطبيقات في الارتقاء بالأوطان عبر مشروع جلالته الإصلاحي وصار يدرسها ويتعلم منها، ويضيعون وقتهم في اعتبار كل خطأ أو تأخير في تحقيق أي هدف نهاية العالم.

هذا ملخص ما يقوم به أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» في العديد من الدول العربية وهو أمر لا يؤكد إلا قصر نظرتهم للأمور وإقحام أنفسهم في عالم لا يفقهون فيه. ترى هل يعقل أن تخلو كل هذه الدول من إنجازات ونجاحات تستحق ولو الإشارة إليها بكلمة؟ من باب الإنصاف و«حقوق الدول» على الأقل!