من الأمور التي لم تعد تحتمل الشك أن النظام الإيراني صار يدرك أنه لن يتمكن هذه المرة من إخماد التحرك الشعبي ضده بسهولة، فقد مر حتى الآن أكثر من شهر ولاتزال الأحداث في تصاعد رغم كل العنف الذي يمارسه ضد المواطنين وأدى إلى مقتل المئات، ولا يزال الإيرانيون مصرين على اعتبار ما حصل لمهسا أميني الفرصة للتخلص من النظام الذي أذاقهم الويل على مدى أربعين سنة ونيف ومارس كل أشكال الظلم حتى وصل إلى حد قتل الإيرانيات بسبب طريقة وضعهن للحجاب وتهديد المتظاهرين بتطبيق حد الحرابة عليهم.

من الأمور التي تؤكد أيضاً أن النظام الإيراني صار مدركاً أن احتمالات نهايته صارت قريبة قيامه بمحاولات تصدير المشكلة إلى الخارج بفتح جبهات للتخفيف من الضغوطات الداخلية عليه وقيامه بتوجيه الفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك الممولة والمدعومة منه خارج إيران لإعداد برامج في هذا الاتجاه، ومن ذلك التقرير الإخباري الذي بثته بعض تلك الفضائيات أخيراً وعمد إلى نثر فكرة أن النظام الإيراني يمتلك أسلحة ضخمة وأنه قادر على فعل الكثير في المنطقة ومن ذلك ضرب الدول الخليجية التي وقعت اتفاقيات السلام مع إسرائيل بحجة أنها تعين إسرائيل على تهديده.

عن ذلك التقرير الذي يتضمن تهديداً يصل إلى قلة الحياء قال صديق من الذين اطلعوا عليه «النظام الإيراني يعرف حق المعرفة أنه لن يكون قادراً على المساس بالبحرين أو الإمارات مهما فعل وأن الأفضل له أن يعمد إلى حل مشاكله في الداخل وفشله في تحقيق الاستقرار للعراق وسوريا ولبنان واليمن التي يدعي أنه يسيطر على القرار في عواصمها»، وقال آخر «الأولى بهذا النظام أن يعمل على منع قتل علمائه وسط طهران نهاراً جهاراً قبل أن يتكلم عن منع الإسرائيليين من المنطقة.. النظام الإيراني هو الذي دفع الحكومات الخليجية للدخول في اتفاقيات السلام مع إسرائيل فمن حقها أن تحمي نفسها.. وهذا رأي وموقف شعوبها أيضاً».