في الثاني عشر من نوفمبر القادم، يتوجه الناخبون إلى دوائرهم الانتخابية لانتخاب من يمثلهم في مجلس النواب القادم، والعملية الانتخابية هي واجب وطني يمليه الضمير الوطني على كل مواطن مقيم على هذه الأرض يؤكد من خلاله الولاء والانتماء للوطن من خلال ترشيح من يراه أهلاً لهذه المهمة الوطنية.

لذا لابد أن نكون حريصين على انتخاب النائب الذي يستحق أن نوصله إلى قبة البرلمان ومن هنا تبرز أهمية المعايير السليمة التي على أساسها نلتزم بها لترشيح النائب الذي يستحق أن يمثلنا فالعملية الانتخابية صحيح أنها تترك لك الحرية كناخب في أن تنتخب من تريده بينما في نفس الوقت أنها أمانة ويا لها من أمانة عظيمة يجب على كل واحد منا أن يلتزم بها فانتخابك مثلاً لمرشح أعطاك رشوة أو وعوداً قد تكون كاذبة في أغلبها لو سمح الله أو تربطك به صلة قرابة أو نائب يرتدي عباءة الدين للوصول للمجلس ذلك يعني أنك لم تحفظ الأمانة ولا تظن أيها الناخب أنك عندما تدخل الكابينة لتؤشر على اسم الناخب الذي تريده أن لا أحد يعلم بك ومن رشحت إنما اعلم أن معك علام الغيوب الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى ولذا انتخب المرشح الذي يستحق الوصول للمجلس وكن كما قالت ابنة النبي شعيب عليه السلام عن سيدنا موسى علية السلام «قَالَت إِحدَى هُمَا يَأَبَتِ أستَـأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ أستَأجَرتَ لقَوِيُّ لأَمِينُ». «سورة القصص: الآية: 26».

والمناصب العامة أمانات مسؤولة، وهي من بين أعلى مراتب الأمانة، والتفريط فيها بتسليمها لغير المؤهلين لها يُعَد خيانة عظيمة. ولطالما كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام– يوصي بالأمانة في خطبه، ويحذر من التفريط في حملها. فعن أنس رضي الله عنه قال: ما خطبنا رسول الله إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» ولذلك لما سأل أبوذر رضي الله عنه -وهو من هو في الصلاح والزهد والعلم والخُلق- الرسول -عليه الصلاة والسلام- لماذا لا يستعمله «أي يوليه وظيفة عامة»، قال له: «يا أباذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».

أخي الناخب لا تضع المسؤولية في النهاية إذا ما قصر في أداء واجبه على من رشحته فأنت من أوصله للمجلس وهنا تكون فرطت في أداء هذا الواجب والمحافظة على الأمانة وبالتالي تكون عليك خزي وندامة.