أظهرت حفاوة اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مدلولات عديدة تترجم عمق التقارب في وجهات النظر والتوحد في المواقف ونقلت العديد من الرسائل إلى العالم، جاء ذلك في ظل تأجج وطيس الحرب وتصعيد ردود الفعل والتهديد بالنووي من ناحية وفي إطار مسرح احتدام التوتر واحتقان شديد في العلاقات، بين قادة الدول الكبرى وبين قادة الدول المتحكمة في إنتاج الطاقة والمواجهة لخفض أو رفع أسعارها، بسبب اختلاف المواقف وتقاطع المصالح. فلم تقتصر المدلولات على قرب المسافة في هذا اللقاء بين الرئيس الروسي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت مثل باقة من الورود الناصعة البياض، على غير ما عُهِد من سيد الكرملين في كثير من لقاءاته مع رؤساء الدول الأخرى التي كان يقيمها على طرفي طاولة تمتدّ عدّة أمتار. وعلى خلاف ما كان الرئيس بوتين يفاجئ به الزعماء في اللقاء بهم من تركهم في طول انتظاره وترقب حضوره، فقد فاجأ هذه المرة ضيفه وفاجأ المجتمع الدولي بأسره، ونواميس بروتوكولياته، وقواميس دبلوماسياته، وذلك بحركة غير مسبوقة، إذ قام بوتين بإهداء معطفه وليس معطفاً آخر إلى نظيره الرئيس الإماراتي، للوقاية من برد سان بطرسبورج، في مدلول على دفء العلاقة وفي مدلول على إمدادات للطاقة، في الوقت الذي تقبل فيه بعض دول العالم على موسم شتاء قارس، وشديد البرودة. فهذا الذي لم تكد تظهر على تعابير وجهه، غير ملامح الجديّة أو الغضب، طالعنا اليوم في لقائه مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بابتسامة منفرجة، وبتعابير مرحبة ومسِرّة.