تستعد البحرين لحدث مهم مطلع الشهر المقبل حيث يجتمع في البحرين رمزان دينيان كبيران هما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.

اجتماع علمين ورمزين مهمين للديانتين الإسلامية والمسيحية هو رسالة للعالم الذي تتجه أنظاره إلى البحرين خلال هذه الزيارة التاريخية التي يقوم بها بابا الفاتيكان، رسالة تحمل الكثير في طياتها، وخاصة أن الفعالية التي تجمعهما هي ملتقى البحرين للحوار، الذي يعقد تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

إحدى أهم الرسائل التي يحملها المنتدى رسالة عميقة تعكس المكانة التي تتمتع بها البحرين على مر التاريخ، حيث كانت ولا تزال مجمعاً للديانات والمذاهب ونموذجاً فريداً بالمنطقة.

رسالة البحرين هي رسالة سلام للعالم في ظل ما تعانيه البشرية من تحديات تتطلب توحيد الجهود ولم الشمل وتجنب النزاعات لنمر من عنق الزجاجة وتنعم البشرية بالأمن والأمان.

البحرين باحتضان هذا الحدث تؤكد أنها بقيادة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه تسير بطريق تعزيز قيم الحوار والوحدة الوطنية والتعايش المشترك وتمد يدها للعالم بهذه المبادئ.

البحرين صنعت نموذجاً فريداً من تنوع ديني وثقافي جعلها نموذجاً حضارياً رائداً في التعايش السلمي ودعم القيم.

البحرين سطرت ولا تزال تسطر النموذج الذي ينبغي أن تسير عليه المنطقة، فالحب والتعايش من الرسائل التي ينبغي أن تجمع الآخرين وينبغي أن ننحي الخلافات والفوارق مع احترام الخصوصية وعدم الانسلاخ من الهوية؛ فالوطن يجمع الجميع ويصهر كل الأمور الأخرى لصالح رفعة الوطن وتماسكه.

إنها البحرين يا سادة التي سينظر إليها العالم مع وجود هذين الرمزين الدينيين. إنها البحرين التي أطلقت إعلان البحرين واستشرفت فيه رؤية فريدة لمبادئ وقيم ينبغي أن تكون هي نقطة الارتكاز في العلاقة بين الديانات والمذاهب.