ها قد عاد الموسم الزراعي، بعد أن غيبته حرارة الصيف، ففي الثلاثة الأشهر الماضية: «يونيو، ويوليو، وأغسطس»، يتراجع موسم الزراعة والغرس بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وبالتالي ترتفع درجة حرارة التربة، ومن هنا يتعذر غرس النباتات في التربة، ويجتهد أصحاب الحدائق للحفاظ على النباتات وحمايتها من حروق الشمس، عن طريق تظليلها بوسائل مختلفة، والاهتمام بريها بالطرق الصحيحة، وتبريد التربة برشها بالماء، وتتسم هذه المرحلة من السنة بنضج ثمار النخيل وهو الرطب فينشغل المزارعون وأصحاب الحدائق والهواة بجني ثمار النخيل ويسعد الجميع في هذا الموسم بتناول أصناف متعددة من الرطب.

وخلال شهر سبتمبر يعود المزارعون وأصحاب الحدائق وهواة الزراعة لنشاطهم الزراعي حيث يهتمون بتهيئة التربة لغرس الشتلات، استعداداً لغرس الشتلات وبذر البذور بحسب موسم زراعة كل نوع من أنواع النباتات، ويسعد المزارعون خلال الأشهر الثمانية بدءاً من شهر سبتمبر إلى شهر مايو بموسم الزراعة حيث يزداد نشاط المهتمين بالزراعة، ويقبل المهتمون بالزراعة على شراء الشتلات، ويزدحم الناس في المشاتل والشركات الزراعية، وتكثر طلبات التعاقد مع الشركات الزراعية لتخطيط الحدائق المنزلية، ويعود الناس للاستمتاع بالجلوس في الحدائق المنزلية حيث يقيمون البرامج الأسرية في نهاية الأسبوع كحفلات الشواء، واللعب بالدراجات مستمتعين بالهواء الجميل، كما نلاحظ في موسم الزراعة زيادة التفاعل والنشاط في مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بالزراعة، حيث يتبادلون الخبرات ويتبادلون المعلومات الزراعية، ويبدأ هواة الزراعة في تبادل الشتلات والبذور، ويتهادون بتلك الشتلات، إنه حقاً موسم جميل يتفاعل معه الكثير من المواطنين والمقيمين.

ويلاحظ المهتمون بالزراعة زيادة اهتمام الناس بالزراعة بصورة عامة وبالحدائق المنزلية، وعدم الاعتماد على العمال في رعاية حديقتهم المنزلية، فهم يستمتعون بالعمل في الحديقة المنزلية بأنفسهم ويقضون فيها أوقاتاً طويلة فيها، ويحرصون على تعلم فنون الزراعة وتقنياتها، وتلك ظاهرة لم تكن موجودة من قبل ولعل هذا الوعي الزراعي هو ثمرة لجهود جبارة بذلت من خلال المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي والتي أطلقت تنفيذاً لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، تلك المبادرة التي قدمت العديد من البرامج التوعوية المتنوعة واتخذت التدابير لتحفيز وتشجيع وتثقيف الناس في مجال الزراعة وقد أثمرت هذه الجهود عن وعي الناس واهتمامهم بالزراعة. وأخيراً نتمنى للجميع موسماً زراعياً ممتعاً وموفقاً.. ودمتم أبناء قومي سالمين.