«مكاني ليس هنا، ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم، وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه فيما بعد».. كانت هذه كلمات الشاعر الفلسطيني، محمود درويش، في حفل إطلاق اسمه على أهم ميادين مدينة رام الله قبل أشهر قليلة من وفاته.

وهنا أود أن أطرح سؤالاً طرحه كثيرون قبلي، لماذا ننتظر أن يرحل الشخص، سواء المبدعين أو الفنانين أو حتى كبار الموظفين لنقيم لهم حفلات التكريم ونشيد بما قدموه من خدمات جليلة للوطن والإنسانية ونسلم ذويهم دروع التكريم؟! أليس من الأولى أن يستشعر الإنسان عظم ما قدم وما يكنه الآخرون له من احترام وتقدير بدل أن ننثر الكلمات والأشعار على جدران قبور صماء؟!

تكريم الموظفين المتميزين وأصحاب الخبرات الطويلة ثقافة تنتهجها كل مؤسساتنا الرسمية، وحتى الأهلية، بهدف إبراز الكفاءات والتميز وتقديم الشكر والعرفان لمن أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن والمؤسسة.

وأكثر من ذلك؛ فهناك تكريم للمؤسسات الرسمية ذات الإنجازات المتميزة وبشكل سنوي، ويقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ما يعني أن تكريم المتميزين والمنجزين سنة قادها قادتنا حفظهم الله، وجعلوها نموذجاً معبراً عن حجم الشكر لما تم إنجازه وتشجيعاً للآخرين لبذل مزيد من الجهد والعمل المتفاني للارتقاء بوطننا، ولتبقى البحرين دائماً في الطليعة.

«شكراً».. قد تكون كلمة صغيرة وبسيطة في تركيبها اللغوي، لكنها تعني لنا الكثير في حياتنا، فهي دليل على مدى أهمية الإنجاز الذي يقدمه الفرد، وحافز لمزيد من البذل والعطاء، كما أنها إشارة واضحة على دقة وصحة وكمالية العمل الذي يقوم به.

كل مبدع ومجتهد ومتميز.. كل مخلص لوطنه وعمله.. كل موظف ساهم في استمرارية العمل وقدم زهرة عمره وأفنى شبابه بها، يحتاج إلى كلمة «شكراً»، بعيداً عن كل الحسابات السياسية أو المصالح الخاصة، ومحاولات التصيد في الماء العكر.

فشكراً لكل الزميلات والزملاء، وشكراً لكل أبناء البحرين الذي وضعوا مصلحة الوطن في المرتبة الأولى، وشكراً لكل من يعمل ويبني هذا الوطن بصمت وبكل ولاء وإخلاص.

إضاءة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». «حديث صحيح».