عودة الطلاب للمدارس والجامعات هذا العام صاحبتها قضايا ومواقف تناولتها وسائل الإعلام منها مواصلات الطلاب من وإلى جامعة البحرين وتعرض بعض الأطفال لما يسمى Bullying وتعريبها «تنمر». وموضوع مواصلات طلاب الجامعة الذي حصد ردود أفعال سلبية مبالغة يوجد من يراه بصورة مغايرة وللأسباب التالية:

أولاً، لأنه ليس واضحاً لماذا مطلوب أن يتميز الطالب في جامعة البحرين في مسألة المواصلات عن غيره من الطلبة في الجامعات الأخرى، فطلاب الجامعات الخاصة في البحرين لا يحصلون على خدمة توصيل توفرها لهم جامعاتهم.

ثانياً، من الضروري تهيئة الطلاب الجامعيين لمرحلة الاعتماد على النفس وتدبير الأمور مثلهم مثل زملائهم في الجامعات الخاصة وزملائهم الذين يدرسون في الخارج والذين يستخدم أكثرهم المواصلات العامة في الدول التي يدرسون فيها. ثالثاً، من المستغرب تصريحات بعض أولياء الأمور التي تظهر عدم اطمئنانهم من ركوب أبنائهم في الحافلات العامة وهي بعد التطور الواضح الذي طرأ عليها تقدم خدمة ممتازة وآمنة. وآن الأوان لتفعيل خدماتها لتشمل أكبر شريحة ممكنة من الناس وتشجيعهم على الركوب فيها أسوة بجميع مواطني الدول الأخرى الذين لا يجدون حرجاً في ذلك.

أما موضوع «التنمر» وهو عبارة عن الاعتداءات اللفظية أو الجسدية على أي شخص وخاصة الطلاب فهو أمر خطير للغاية. فكم من طفل فقد الرغبة في مواصلة الدراسة بسبب «التنمر» وكم من طفل اهتزت ثقته بنفسه وهو يواجه الاعتداءات التي لا ترحم. و«التنمر» يأخذ حيزاً مهماً من النقاش العام في الكثير من دول العالم أيضاً، فهو من أخطر التحديات التي يواجهها عدد كبير من الأطفال في المدارس ويؤدي إلى عواقب وخيمة تصل إلى حد الانتحار. ففي أمريكا يشير موقع Stop Bullying الحكومي إلى تعرض 20% من الفئة العمرية ما بين 12 إلى 18 عاماً إلى التنمر في جميع الولايات. وورقة بحثية لمجلس العموم البريطاني للعام 2020 كشفت أن 29% من مدراء المدارس في إنجلترا وردتهم شكاوى تنمر من قبل طلابهم.

وقد ألزمت الكثير من الدول مدارسها باستحداث سياسات وإجراءات للحد من «التنمر» بجميع أشكاله. وفي البحرين جاء تعليق وزارة التربية والتعليم حول حوادث «التنمر» وافياً وكافياً ووضح الإجراءات المعتمدة للتصدي لأي تعدٍ على الطلاب في المدارس ودل على استعداد الوزارة التام للوقوف بحزم ضد كل من يخالف الأنظمة مع مراعاة حقوق جميع الأطراف.

وأعتقد أن التربويين على إدراك تام أن الهدف من الانخراط في العملية التعليمية ليس التحصيل العلمي فقط وإنما هدفه الأسمى والأهم هو بناء الإنسان والذي يأتي من خلال توفير تجربة وبيئة تعليمية وتربوية صالحة بعيداً عن أي منغصات.