قبل أيام قام النظام الإيراني بالاعتداء بالضرب على فتاة كردية اسمها مهسا بعد أن قرر أنها لم تلتزم بالحجاب أو وضعته على رأسها بطريقة لم تعجبه ما أدى إلى وفاتها في المستشفى وخروج محتجين في طهران رفعوا شعارات مناوئة لخامنئي تعبيراً عن رفضهم لهذه المعادلة البعيدة عن روح الإسلام فقمعوا بالرصاص.

البيت الأبيض وصف وفاة الشابة الإيرانية بعد اعتقالها من جانب «شرطة الأخلاق» بأنه أمر «لا يغتفر» وكتب مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن على تويتر «نشعر بقلق عميق حيال وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاماً والتي قيل إنها تعرضت للضرب خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق الإيرانية. إنّ موتها أمر لا يُغتفر. سوف نستمر في العمل لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان». أما الإيرانيون الرافضون لمثل هذه التصرفات من رجال الملالي فعبرت عنهم الناشطة الإيرانية فاطمة سبهري التي قالت خلال مقابلة مع قناة «إيران إنترناشيونال» من طهران «إن الطريق الوحيد لإنهاء هذا العنف هو الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية» و«إن الشعب الإيراني لن يثق بعد الآن في الأصوليين أو الإصلاحيين أو البرلمان». المتابعون للشأن الإيراني يعتقدون أن التفسير المنطقي لهكذا تصرفات هو أن النظام الإيراني صار يزداد شعوراً بالضعف وأنه يعبر بتلك الوحشية عما يعانيه لعله يشعر أنه لا يزال قادراً على حماية نفسه. وبغض النظر عن الاختلاف الوارد في شأن ارتداء الحجاب لا يختلف عاقلان على أنه ليس من العدل فرض وجهة نظر متطرفين من الملالي على شعب بأكمله، وليس من العدل والإنصاف إنزال العقاب بالفتاة التي تخالف هذا «الفرمان» أو لا تلتزم بالحجاب بالكيفية التي يريدها النظام، وليس من العدل ولا الإنصاف ولا الإنسانية الاعتداء بالضرب على مخالفة للحجاب بتلك الطريقة الوحشية التي أفضت إلى موتها. حتى الفراغ من كتابة هذا المقال لم يصدر عن النظام أي تعليق يبرر استخفافه بحياة الإيرانيين إناثاً وذكوراً.