يقول المثل اللبناني القديم «المال عديل الروح» يعني الشخص ممكن أن يفدي بنفسه ومن معه أو من حوله بسلاح مش معروف إن كان حقيقياً أو سلاحاً مائياً، وذلك مقابل أن يحصل على إيداعاته المصرفية من البنوك اللبنانية التي هي بعلم الغيب منذ منتصف العام 2020.

بات الشعب اللبناني على موعد متجدد مع اقتحام للبنوك بصورة غير اعتيادية «رجل بفانيلا وشورت ونعال وسلاح» ونقل لوسائل الإعلام المحلية والعربية وتحليلات ومواد إعلانية والشاطر الذي يكسب بالآخر ويجبر إدارة البنك أن تسلمه جزءاً من وديعته التي يريدها في المقام الأول كي يعالج نفسه أو أحد أفراد بيته من مرض خبيث قاتل مميت وليس بغرض رحلة أو سفرة إلى دولة أوروبية بهدف الفرار من أجواء الحر الصيفية.

وطبعاً بعد أن يستلم جزءاً من وديعته، عليه أن يسلم نفسه للسلطات الأمنية لأنه قام بتصرفات عشوائية وهدد سلم وأمان الناس.

وكأن أمان الناس ليس رهينة كراسي مسؤولين أودوا شعبهم إلى الهلاك حد القتل والهجرة والانتحار؟! وكأن أحلام الناس والتي تعتبر أبسط مقومات الحياة الطبيعية ليست محجوزة عند مسؤولين لا يعرفون سوى أن يملؤوا جيوبهم الممزقة بآهات ووجع الناس؟َ وإذا سألنا الشعب اللبناني اليوم ما هي أحلامك؟ من المؤسف أن تصبح مطالب العيش الأساسية لحياة كريمة ضمن «دائرة الأحلام»!! الكهرباء، والماء، والبنزين والمازوت، ورغيف الخبز، والطبابة، والتعليم. طبعاً سوف اختزل من اللائحة قائمة اللحوم والألبان والأجبان والمعجنات والفواكه والحلويات وأماكن السهر وأماكن التزلج والتصييف والترفيه والتي كانت تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطن اللبناني والسائح والمقيم. طبعاً الأوضاع لا تبشر بخير لأنها ببساطة «ليست بخير». فأخاف أن نستيقظ يوماً ما في مال وما في روح بلبنان!!