وسط التسريبات المتعلقة بتطورات الاتفاق النووي والذي تكشفها وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية فجميعها لا تعطي الجواب الشافي وهو هل سيتم إعادة إحياء الاتفاق 2015؟ أو أن المفاوضات اتجهت إلى طريق مسدود وفشلت في الوصول لنقطة تلاقٍ يمكن من شأنها توقيعه بين الجانب الأمريكي والإيراني.

وخلال تلك التطورات المنشورة، تحركت أطراف منها المملكة العربية السعودية باستخدام سلاح الطاقة كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية عبر التلويح بخفض إنتاج النفط وفي ذات الوقت تسعى لتوقيع اتفاق أوبك بلس جديد لعام 2023 يهدف للتغلب على التحديات القادمة ومنها التضخم والركود الاقتصادي وضعف الطلب لمكافحة انهيار أسعار النفط والذي سيؤثر على ميزانيات الدول الآخر تحركت إسرائيل في جولات مكوكية لمسؤولين ووزراء إلى البيت الأبيض بهدف عدم تقديم أي تنازل أمريكي يعطي لإيران مرونة في الالتفاف على الاتفاق والذي سيسهم في امتلاكها للسلاح النووي.

وبالتالي أصبحت الرؤية شبه واضحة بشأن الاتفاق النووي حيث لازالت إيران متمسكة برأيها بأن توقيع الاتفاق مرهون بإغلاق وكالة الطاقة الذرية التحقيقات بشأن مواد نووية مخالفة في ثلاث منشآت، وهذا ما رفضته الوكالة رفضاً قاطعاً، غير أن الصحف الإسرائيلية ونقلاً عن مسؤولين بررت هذا الأمر ما هو إلا تهرب إيراني وتأجيل التوقيع لمعرفة ما ستذهب إليه نتائج الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي ليتم بعدها اتخاذ القرار كما أن تلك الانتخابات تتصادف تماماً مع حرب الشتاء التي تنتظرها أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.

خلاصة الموضوع، أن إحياء الاتفاق النووي في طريقه للفشل ما لم تكن هناك رغبة إيرانية في العودة إليه، فالكرة جعلتها واشنطن بملعب طهران وهذا ما جعل لديها قدرة في إطالة أمد المفاوضات، وخاصة أن إيران حالياً مرتبطة بعلاقات مع روسيا والصين مما يعطيها النفس المطلوب في تحمل العقوبات والالتفاف حولها، وأن البيت الأبيض يخشى أن يعلن صراحة فشل المفاوضات النووية حتى لا يخسر الديمقراطيون حظوظهم بالانتخابات النصفية لأن توقيع الاتفاق هو جزء من وعود إدارة جو بايدن، فالأيام القادمة سنشهد تحركات أكبر وأعمق من قبل اللاعبين الدوليين لتغيير المشهد الأمريكي ولا أطيل.