قيام وزارة الخارجية بحث المواطنين البحرينيين المتواجدين في جمهورية العراق على مغادرة الأراضي العراقية «فوراً .. نظراً للأوضاع الأمنية غير المستقرة التي يشهدها العراق، وذلك حفاظاً على أمنهم وسلامتهم» أمر تقوم بمثله الخارجية عند حصول اضطرابات في أي بلد يتواجد فيه مواطنو البحرين فهذا دورها وهو واجب الحكومة التي من الطبيعي أن تعمل على تنبيههم في مثل هذه الحالات كي لا يتعرضوا للأذى. وكذلك هي دعوة المواطنين الراغبين في السفر للعراق إلى «تأجيل سفرهم في الوقت الراهن». عليه فلا قيمة للتفسيرات غير المنطقية التي عمد البعض إلى الترويج لها بعدما قام بربط هذه الدعوة عنوة بأمور أخرى ملخصها التضييق على الراغبين في التواجد في العراق للمشاركة في مناسبة بعينها.

الأوضاع في العراق غير مستقرة وقابلة للتطور في كل حين، وليس صحيحاً أن الاضطرابات التي حدثت في الأيام الأخيرة وأدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات انتهت بمجرد دعوة مقتدى الصدر أنصاره إلى الانسحاب من مؤسسات الدولة التي قاموا بالتواجد فيها وعطلوها، فما يعاني منه العراق اليوم لا ينتهي بمثل هذا القرار أو ذاك الإجراء، فهناك العديد من الفصائل والميليشيات والطامعين الذين لا يستطيعون العيش في غير هكذا أجواء.

التوتر الذي يعاني منه العراق في هذه الفترة قابل للتصاعد في كل حين، والقذائف التي تم تبادل إطلاقها ليلة الثلاثاء في المنطقة الخضراء وتسببت في تلك الخسائر في الأرواح ربما لا علاقة لها كلها بالتيار الصدري، بمعنى أن احتمالية تكرار ما حصل في تلك الليلة وارد في كل حين، وبالتأكيد وارد جداً حصوله في أربعينية سيد الشهداء عليه السلام التي تحل بعد أقل من أسبوعين، وهو وارد حتى مع كل الخبرات التي اكتسبها الأمن العراقي في السنين الأخيرة.

دعوة الخارجية المواطنين إلى توخي الحذر وتحذيرهم من السفر إلى العراق في هذه الفترة أمر لا يقبل التأويلات المريضة.