يصاحب كل انتخابات حملات إعلامية للمترشحين المستقلّين أو المنضمّين إلى الجمعيات السياسية، يستخدمون فيها خططاً إعلامية مختلفة قبل فترة الانتخابات وأثناءها تختلف من زمن إلى آخر، ومن قُطْر إلى آخر، ومن جهة إلى أخرى، ومن وقت إلى آخر. وسوف نتحدث في هذه المقالة أولاً: عن طبيعة الخطة الإعلامية، وأبرز محاورها ومضامين الرسائل الإعلامية في هذه الخطة من الناحية النظرية، ثانياً: هل تطبق هذه الرؤى في الانتخابات البحرينية؟

بصورة مبسطة تتميز طبيعة الخطة الإعلامية بالمرونة، أي أن تكون سهلة التطبيق في بيئة العمل، ويجب أن تكون شاملة، ومتكاملة مع كل أنواع وسائل الاتصال، وأن تكون واضحة الأهداف، دقيقة من حيث معرفة بداية ونهاية كل مرحلة من مراحلها، وحسب أهمية كل مرحلة، مستهدفة جميع شرائح جمهور الناخبين.

أما مضامين الرسائل الإعلامية في الخطة فتتركز في تعريف المرشح إلى الناخبين، وبيان أبرز إنجازاته، والرد على كل ما يثار عن المرشح في وسائل الاتصال المختلفة، والتحدث عن القضايا المعيشية والاجتماعية، وشرح البرنامج الانتخابي، وغيرها.

من خلال الدراسات السابقة التي أجريت على الانتخابات البحرينية اتسم أغلب الخطط بنسبة كبيرة بعدم الدقة، من حيث معرفة تاريخ بداية كلّ مرحلة من مراحل الخطة ونهايتها. كما أن خططهم لم تكن تراعي أو تستهدف كلّ شرائح الناخبين. بل أضاف عدد من الذين قابلهم الكاتب من المرشحين والخبراء أن كثيراً من الخطط كانت أقرب إلى الارتجال، والعشوائية، منها إلى الحرفية والمهنية، بدليل أن أغلب المترشحين لم يقوموا بإجراء دراسة عن دائرتهم الانتخابية من حيث ظروفها، واحتياجاتها، وشرائحها المجتمعية، ومشاكلها، وقادة الرأي، والشخصيات المؤثرة فيها.

وبخصوص مضامين الرسائل الإعلامية تركّزت في ثلاثة أمور وهي: تعريف الناخبين بالمرشح، وإبراز إنجازاته، والردّ على كلّ ما يثار عن المرشح في وسائل الاتصال المختلفة، والتركيز على القضايا المعيشية، والاجتماعية.

وتبين لدى الكاتب أن بعض الشركات الإعلامية بدأت تقديم خدماتها في الانتخابات النيابية عام 2002 عن طريق تسويق بعض المرشّحين المتّفق معهم إعلامياً، في المنتديات الإلكترونية بكتابة مقالات تدعمهم بها. أما في انتخابات 2006، فقد قام بعض الشركات بالاعتماد على الرسائل النصّية الاعتيادية في تسويق المرشحين إعلامياً. وفي انتخابات 2010 بدأ الاعتماد بشكل كبير على «الواتس أب» في توصيل رسائل المرشح بمختلف الطرائق سواءٌ أكانت رسائل نصية، أم مقاطع فيديو، أم صوراً. وفي الانتخابات التي أجريت عامي 2014، و2018 بدأ الاعتماد بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد التطوّر الكبير في الإمكانيات التكنولوجية لهذه الوسائل، ليس في توصيل رسائل المرشح فقط، لكنّها أيضاً أمكنها أن توفّر معلومات عن نوعية، ومكان، سكن الناخبين المتابعين له.

* أستاذ الإعلام المساعد- جامعة البحرين