من جديد وعلى أرض الكنانة وفي قلعة العرب، يجتمع القادة الكبار حاملين هموم الأمة واضعين نصب أعينهم تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وحماية المصالح العليا للشعوب العربية، عبر توحيد المواقف تجاه كافة التحديات التي تواجه المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها وازدهارها ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

قمة العلمين مثلت مستوى متقدم من التنسيق الرفيع للعلاقات بين الأشقاء، مما يساهم في فتح آفاق أرحب للتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية وبما ينعكس على تحقيق مزيد من الازدهار والنمو، ويساهم في تعزيز الجهود المشتركة حماية للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ودون شك فإن هذه القمة تأتي في ظل ظروف استثنائية وتحديات صعبة تعيشها المنطقة والعالم، سياسية وأمنية واقتصادية، وما تتبعه من انعكاسات على الاستقرار والأمن الوطني والإقليمي، وهو ما يعمل القادة على تفادي تبعاتها وآثارها، والسير بأوطانهم نحو تعاون وتكاتف مشترك ومزيد من الازدهار والرفاه تحقيقاً لتطلعات وأحلام الشعوب.

وبالتأكيد فإن الحضور البحريني الفاعل في قمة العلمين يعكس الأهمية والمكانة الرفيعة التي تتمتع بها مملكة البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، وما يملكه جلالة الملك المعظم من رؤية حصيفة ونظرة استشرافية للمستقبل، عبر ما تقدمه المملكة من مبادرات ومساهمات فاعلة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في مختلف القضايا العالمية، مما جعلها محط أنظار العام ونموذج متميز في البناء والعطاء.

قمة العلمين لم تكن أولى اللقاءات بين القادة، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة في مسيرة العمل العربي المشترك، ضمن منظومة عمل عربي مشترك يستهدف الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، والتأكيد على أهمية رفع مستويات التنسيق والتشاور بين الزعماء والقادة، وصولاً إلى تكامل الرؤى وتعزيز مسيرة العمل المشترك على أعلى المستويات.

من الأرض إلى السماء.. إنجازات بحرينية متواصلة

من البحرين، تتوالى الإبداعات لتعبر إلى فضاء العالم حاملة معها كل يوم إنجازات جديدة كل يوم، بأيدي شباب الوطن، الحاملين رسالة ورؤية جلالة الملك المعظم في قلوبهم وعقولهم، فيما تحمل سواعدهم راية وطن، التي كانت وستظل خفاقة في السماء.

ولاشك فإن الإعلان عن تدشين مشروع بناء أول قمر صناعي بحريني بالكامل في مملكة البحرين، والذي من المتوقع الانتهاء منه وفقاً لبرنامج المشروع وإطلاقه مع نهاية شهر ديسمبر 2023، يمثل مفخرة جديدة تضاف إلى إنجازات شباب الوطن، ويعزز مسيرة المملكة وجهودها بالاستكشافات وعلوم الفضاء واستشراف المستقبل. كلمات الفخر والاعتزاز لن تكفي أصحاب الجهود الكبيرة والجبارة في وضع اسم مملكة البحرين على خارطة علوم الفضاء، وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وكافة منتسبي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء.