أيام قليلة تفصل أبناءنا الطلبة عن مقاعدهم الدراسية، بعد غياب للأكثرية منهم ما يقارب السنتين بسبب تفشي جائحة كورونا والتي فرضت سياسات متنوعة وجديدة، ولعل أبرزها سياسة العمل والدراسة من المنزل. وسواء كنا من المؤيدين لهذا النظام أو عدمه، فقد أكدت مجموعة من الدراسات التي نُفذت خلال الأزمة بأنه يوجد أكثر من جانب إيجابي، منها ما هو معلن وآخر مستتر.

ولو تناولنا الجانب الإيجابي من ناحية ولي الأمر، فقد كان معفى من حالة الضغط النفسي لسبب متابعته في تجهيز أبنائه وتأمين كافة المستلزمات التي يحتاجونها قبل بدء عامهم الدراسي ولا ننسى مسألة البحث عن جهة نقل وتوصيل واختيار الطريق المختصر الصحيح في ظل الحفريات والتحسينات الموزعة بين الشوارع والأحياء. أو مواجهة أولئك المستهترين المسرعين لضمان توصيل أبنائهم ووصولهم عملهم دون تأخير. وسنعود نواجه من يتعمد الوقوف في وسط الطريق مسببين عرقلة للحركة المرورية ومعرضين أبناءهم للخطر. وهنا لابد من التعاون التام مع رجال المرور ورجال شرطة المجتمع التابعين لوزارة الداخلية وضمان انسيابية الحركة المرورية، وكذلك المساهمة في مساندة جهود وزارة التربية والتعليم التي عملت بشكل متواصل خلال فترة الصيف للاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد وتوفير كافة السبل الكفيلة بإنجاح الخطة التعليمية والإدارية المساندة الموضوعة لذلك.

وتأتي سلسلة الضغوطات النفسية والناجمة عن استهتار البعض وعدم الأخذ بالاحترازات اللازمة في آلية المخالطة بين أبنائنا الطلبة. والبعض الآخر متخوفاً كون أبناؤهم افتقروا إلى التواصل الاجتماعي وهو اليوم عليهم أن يشحذوا مهاراتهم وأن يكونوا على استعداد لمواجهة المتنمرين. هذه أمور كادت أن تنعدم خلال فترة الجائحة. ولا نغفل عن صدمتهم الكبيرة بارتفاع الأسعار لأمور نسيَها نسبياً الفترة السابقة، ودرجة الضيق ترتفع كلما زاد عدد الأبناء داخل الأسرة الواحدة.

وبين مطرقة الأسعار وسندان محفظة ولي الأمر، نتأمل أن نزرع في أبنائنا أن مقياس النجاح يتأثر بالنوعية وليس بالمظاهر الخارجية. وأن يكونوا بأبهى حلّة سلوكية، علمية، فكرية، وثقافية فهذا سيبقى لهم وللديرة على مر الزمن.

جميعنا، كفى مراعاة للكماليات على حساب الأساسيات، فإن ولي الأمر اليوم يواجه مجموعة من الضغوطات من كل حدب وصوب كفيلة أن تدفعه الى الاكتئاب.