العين حقّ، هذا ما عرفناه من ديننا وأحاديث رسولنا الكريم صلوات الله عليه. ورغم ذلك فإن هناك كثيرين لا يرون الموضوع بالأهمية التي ينبغي أن تكون عليها.

في أوساطنا المحلية تدور أحاديث كثيرة في المجالس والعوائل وبين الأصدقاء عن أشخاص «عيونهم حارة»، وعن أشخاص لا يمتلكون عيوناً فقط بل «منصات إطلاق صواريخ» إن «حاشك منها راش» فإنك ستتأذى لا محالة.

هل هي مبالغات، أم هي صدف تحصل، أم هي أمور مقصودة عند البعض ويمتلكون قدرة على تحقيقها؟!

كلها أمور عند الله، لكن المولى عز وجلّ ورسوله الكريم عبر القرآن والأحاديث الشريفة دلَّا الناس على طرق وقاية من الأذى والعين، وهناك مِن الأدعية والرقى الكثير الذي بالمواظبة عليه وذكره صباحاً ومساء كأذكار ما يحصن الإنسان من كل أذى، ومن ضمنها العين.

في صباحك ومسائك تعوّذْ بالله عز وجل من الخبث والخبائث ومن الأذى والحزن والهم والغم ومن كل عين لامة، لا تستهينوا بهذه الأمور، فالدعوة لله لا ترد، واللجوء إليه دوما هو ما ينزل الرحمة والسكينة على القلوب ويقي الناس من كل كيد وحزن وأذى.

قصص كثيرة تردنا يومياً عن أشخاص تضرروا بطرق غريبة، عن مصائب تحدث لأناس تراهم هانئين في حياتهم ويعيشونها بكل فرح وسعادة، فإذا الحال ينقلب فجأة دون سابق إنذار، وإزاء ذلك لسان حال الكثيرين حيال ما يحصل هو قولهم بأنها «عين ما صلّت على النبي».

إن كنت ممن «تطير» عيناه على الناس وما يملكونه وما يقومون به في حياتهم فقل «ما شاء الله»، لا تحسد، ولا تحقد، ولا تتمنَّ الشر لغيرك، فكما تدين تدان، ولله حكمة بليغة وقدرة عجيبة في كيفية استرداد الحقوق وجعل الدائرة تدور.

وإن كنت ممن انغمسوا في هوس وسائل التواصل الاجتماعي وتقوم بنشر يومياتك وحياتك الخاصة وصور أبنائك وأهلك، خاصة خلال ممارساتهم اليومية من ترفيه ومطاعم أو سفر وخلافه، فاحذر من تلك «العيون التي لا تصلي على النبي»، فنحن وللأسف في زمن تغيرت فيه النفوس، وتبدلت فيه القلوب، وقليل ممن يفرح لفرح غيرهم، في مقابل كثيرين «تفز» قلوبهم حسدا وحقدا بلا مبرر. بالتالي لا تنشر سعادتك وحياتك بتفاصيلها على حساباتك، فالعين حق، وكم من قصص لأناس تأذوا بسبب ذلك.

عافاكم الله من العين اللامة، وكتب لكم السعادة الدائمة، واجعلوا لهذه اللحظات السعيدة لكم ولأهلكم خصوصية عالية، فهي لحظاتكم أنتم وليست مادة إعلامية للنشر.