يقال إن سبب الغلاء المعيشي يعود إلى جشع التجار بسبب رفع الأسعار دون رقيب ولا حسيب، ويقال إن سببه أيضاً احتكار التجار البضائع حتى ترتفع الأسعار عند الطلب، ويقال إن الحرب الروسية الأوكرانية سبب آخر لارتفاع الأسعار منها بطء توريد البضائع المختلفة إلينا، وقد تكون هناك أسباب خفية لا نعلمها، ولكن اليقين الذي لا شك فيه هو أن الحياة المعيشية في نار وأن أسعار البضائع المتنوعة مرتفعة ارتفاعاً مهولاً ومفزعاً لحالات قد تؤدي إلى الفقر بسبب ارتفاع الأسعار. في السابق كان ارتفاع الأسعار بسبب حالتي العرض والطلب في الأسواق حيث ترتفع الأسعار لسلع معينة بسبب نقص البضاعة، أما الآن فكل شيء مرتفع بغض النظر عن كون البضاعة أساسية من عدمه.

جميع طبقات المجتمع تعاني من ارتفاع الأسعار حتى الميسور يشتكي؛ لأن الجميع يبحر في مركب واحد. صحيح أن فرصة نجاة الغني من الغرق كبيرة لكن لا يمكنه التمسك بطوق النجاة طويلاً؛ فكلما غرقت فئة من ارتفاع الأسعار والديون توغلت فئة أخرى في الوحل ما لم تجد المنقذ ليتخلص من شراذم ارتفاع الأسعار.

تدخل «السوبر ماركت» تنصدم من الفاتورة، نسبة إلى السلع التي تم شراؤها، وبرغم أن معظم المشتريات هي في الأصل أساسية فإن ارتفاع أسعارها يولد لديك شعور إلزامية تخسيس الوزن وإلزامية تتبع حمية النباتيين، واللحوم والدواجن والأسماك والبيض في ارتفاع مجنون ينافسه الطحين والدقيق والمخبوزات، حتى البنزين يجبرك على أن تبقى في البيت لا تتحرك، فهل هذه المعيشة لحياة طبيعية؟ فكل المؤشرات تصرخ من الغلاء والمعاش الشهري يصرخ من الضعف والتدني والكهولة.

الأمم المتحدة تحذر من أن العالم على شفا أزمة غلاء معيشة، الأكثر حجة منذ جيل، واحتمال حدوث أزمة انعدام الأمن الغذائي وستزداد احتمالية الاضطرابات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، ولربما قد تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي وهذه مصيبة، سلسلة من الأزمات تحاصر العالم، أزمة الأسمدة، وأزمة الغذاء، وأزمة البنزين، وأزمة تغير المناخ، وأزمة التوريد، وأزمات صحية، وكثير نعجز أو لا نحبذ أن نذكرها، وهذا حالنا ما لم نسارع في إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات، منها أزمة الراتب الكسلان في ظل ارتفاع الأسعار.