اطلعت على موضوع خطير في كتاب من تأليف الكاتب الإماراتي حسين غباش تطرق فيه إلى من يعيش على أرض الخليج ممن هم غير عرب أو خليجيين. الحقيقة أنني صدمت من الواقع الحقيقي الذي نعيشه على خليجنا إلى درجة أن دولتين خليجيتين يوجد بهما من غير أهلها نسبة تفوق 60%، ما يتأكد يوماً بعد يوم أن المجتمعات الخليجية الصغيرة قد دخلت منحنى خطيراً بسبب تعاظم الوجود الأسيوي ما سيصعب الخروج منه؛ فالمشهد الخارجي الباهر يثير القلق بل الريبة؛ فالشوارع تعج بكل الجنسيات ما عدا المواطنين وبشكل خاص في الإمارات وقطر، فالأغلبية هندية ثم باكستانية فالبنغالية فالأفغانية ثم الفلبينية والإيرانية ثم تلتها مؤخراً الهجرة الصينية، فهناك اليوم ما يقارب 16 مليون آسيوي تقريباً يعيشون على أرض بلدان مجلس التعاون الخليجي الست، ومن المرجح أن يصل الرقم إلى 30 مليوناً في عام 2025، فالإمارات العربية وحدها يعيش على أرضها 7 ملايين آسيوي يشكل الهنود منهم نسبة 60% أي قرابة 4 ملايين مقابل 800 ألف مواطن فقط.

يتبين أن خلف تلك المباني الشاهقة وبريق الثراء ثمة مأساة حقيقية وطنية وقومية في طور التحقق حيث إن المسألة تحولت إلى استيطان آسيوي، وبذلك فإننا في مأساة حقيقية لذلك الوجود الأجنبي على أرض الخليج ينخر في الجسم والعظم العربيين والخليجيين، والسؤال من هو المستفيد من هذا التحول؟ هل الأمر له علاقة بالطفرة الاقتصادية في الخليج؟ أم أن هناك محركاً خارجياً يدعم زيادة التواجد الأجنبي حتى تحين ساعة الصفر؟ لذلك لا بد من أن يكون هناك مخرج لهذه المأساة؛ فالمستقبل مجهول ومشحون بالتحديات وعالمنا العربي ملغم بالعثرات وقد تمكنت عدة شرائح من الهنود والباكستانيين والبنغاليين من الإمساك بالاقتصاد القومي بكل أشكاله فنحن نرى الشركات الكبيرة والمحلات التجارية الكبيرة والماركات العالمية والبنوك بأيديهم وجاءت تجارة الأدوية والمعلبات الغذائية والملابس والإلكترونيات حتى تملكوا أفخم العقارات المنزلية والإسكانية والأوسع من ذلك نقلوا ثقافاتهم ولغاتهم وفتحوا مدارس لهم، لذلك فالعقد المقبل هو عقد الهوية عقد أن تكون أو لا تكون.

* كاتب ومحلل سياسي