يبدو أن النظام السياسي العالمي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية بدأ في التصدع وما الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا ووقوف أمريكا ودول الناتو معها إلا دليل على ذلك وتبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية ووصول مفاوضات فينا إلى طريق مسدود وسبب كل ذلك بجانب ضعف الأمم المتحدة هو السياسية الخارجية للدول الكبرى التي أصبحت تتصف بمبدأ سياسة الازدواجية والكيل بمكيالين من منطلق فلسفة البرجماتية وليس أدل على ذلك من هذه المدة الطويلة التي أعطيت وتعطى للنظام الإيراني في مفاوضات المفاعل النووي الإيراني والأسلحة الكيماوية التي لا تزال مستمرة بين دول حلف «الناتو» وأمريكا من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن أمريكا التي بررت غزوها للعراق عام 2013 من خلال التشكيك في امتلاكه للأسلحة النووية لم تعط هذه المدة الطويلة رغم أن المفتشين الدوليين لم يجدوا ما يدل على وجود أي أسلحة كيماوية وتسبب هذا الغزو في تشريد شعب بأكمله وعندما وجدت أمريكا نفسها في النهاية متورطة في هذا الغزو سلمت السلطة لمن تسمي نفسها «بالمعارضة الشيعية» وتركت أمريكا الحبل على الغارب للأوضاع في العراق الذي لا يزال يعاني من تداعيات الغزو ويكسب مثل هذا الوقت الطويل النظام الإيراني لتحقيق أطماعه التوسعة فها هو يمد الحوثيين في اليمن بالأسلحة لتثبيت قوتهم وحري بنا أن نتذكر أنه عندما كان الجيش اليمني قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على ميناء الحديدة الذي كان بمثابة الشريان الذي يستمد الحوثيون الأسلحة والمساعدات من النظام الإيراني تقدم المندوب البريطاني في الأمم المتحدة بمقترح وقف القتال وأجراء مفاوضات وكانت فرصة للحوثيين لاسترجاع قوتهم ودخلت الحرب في متاهات جديدة وفي سوريا يجعل النظام الإيراني نفسه بأنه يواجه إسرائيل وفي لبنان يستمد «حزب الشيطان» قوته وهيمنته على الشعب اللبناني ويقوم بخلط الأوراق وفي العراق يدعم المتحالفون معه من الطائفة الشيعية ويحاول زعزعة الأوضاع الأمنية وكذلك في سوريا في دول الخليج العربية.

أين أمريكا من تغطرس الحوثيين وجعل الشعب اليمني يعاني من الفقر والحرب بدعم من النظام الإيراني والطائرات المسيرة التي أراد منها زعزعة الأمن الوطني في السعودية والإمارات؟

أين أمريكا وأوروبا مما يجري في لبنان ومحاولة «حزب الشيطان» من تكوين دولة داخل الدولة وجعل لبنان دولة لتصفية الحسابات بين الدول ومحاولة طمس هوية الدولة بمساعدة النظام الإيراني وجعل لبنان منطقة لتهريب المخدرات إلى الدول الأخرى.

لننتظر حيث يحمل المستقبل أحداث من شأنها أن تعيد صياغة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.