يقال بأن ملكاً من الملوك، طلب من وزيره أن ينقش على خاتمه عبارة لو قرأها وهو سعيد، حزن، ولو قرأها وهو حزين، فرح، وبعد أن فكر كثيراً، كتب له «هذا الوقت سيمضي».

صحيح، هذا الوقت سيمضي، بكل ما فيه من أحداث حزينة أو سعيدة، بكل التعب الذي فيه، بكل ما نمر به، سيمضي ولن يعود، ولن نستطيع أن نعيده.

سيمضي، ونحن محاسبون على ما قدمنا خلال هذا الوقت، فإن كنا فرحين وحمدنا الله فزنا، وإن حزننا وحمدنا الله نجونا.

كم فقدنا من أحبة كانوا إلى جانبنا يوماً، ولم نتخيل أننا سنفارقهم يوماً، ومضى الوقت، واعتدنا على عدم وجودهم.

وكم مضت من أوقات صعبة، وأزمات لم نتخيل حينها أنها ستمر بهذه السهولة، وتجاوزناها وأصبحت من الذكريات، وربما المضحكة أيضاً.

مضت «كورونا»، وأصبحنا نتحدث عن ذكرياتنا حين الإغلاق، ومضت فترة حجر كل منا حين إصابته.

شخصياً.. لم أكن أتخيل يوماً، أن تمضي الحياة دون والدي، وها نحن اليوم يمر 11 عاماً هجرياً تقريباً منذ وفاته، صحيح أنني لازلت أفتقده، ولكن.. مضى الوقت.

ولم أظن يوماً ما، أن بعض من رفقائي الملازمين لي، سيصبحون غرباء، ومضى الوقت وأصبحوا غرباء، نمر ولا نعرف عن حال بعضنا إلا «وعليكم السلام».

وكم مضى من وقت وأنا أنتظر ما أنتظره، ولم أجده حتى الآن، وكنت أتخيل أن حياتي لن تسير بدونه.

الأهم، هو ما فعلنا خلال هذا الوقت، وكيف كانت ردة فعلنا، سواء مع الله سبحانه وتعالى، أو مع البشر، ما هي الذكريات التي تركناها، وما هو الأثر الذي قمنا به؟

ماذا فعلنا خلال أزمتنا؟ وماذا فعلنا خلال فرحنا؟ كيف أنفقنا أموالنا عند الغنى؟ ومن أين حصلنا على أموالنا عند الحاجة؟

ماذا فعلنا عندما كنا أصدقاء؟ وكيف تصرفنا حينما انقطعت سبلنا، وتباعدت دروبنا؟

حقيقة.. وفي مثل هذه الأيام الفضيلة، يجب أن نقف مع أنفسنا، لنصحح المسار، وليس عيباً أن نرى عيوبنا، ونعمل على تصحيحها.

آخر لمحة

أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، وإلى شعب البحرين، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركات والمسرات، وكل عام وأنتم بخير.