ربما سيكون الحديث عن الحكومة الجديدة التي أصدر عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مرسوماً بها، متأخراً قليلاً، إلا أنه يستوجب التوقف عنده في هذا المقال ومقالات أخرى.

ويأتي أبرز المظاهر في هذه التشكيلة الجديدة بالنسبة لي وعلى المستوى الشخصي، هو الوجوه الجديدة والشابة من العنصر النسائي اللائي تولين 4 حقائب وزارية في الحكومة، وهن الدكتورة جليلة السيد لوزارة الصحة، والأستاذة آمنة الرميحي لوزارة الإسكان، والأستاذة نور الخليف في وزارة التنمية المستدامة، والأستاذة فاطمة الصيرفي في وزارة السياحة.

وتبعث ملامح الوزيرات الجدد تفاؤلاً كبيراً بمستقبل التوازن بين الجنسين، وتمكين الشباب لتحمّل مسؤولية إدارة الدولة، فجمعيهن شابات ذوات كفاءة تظهر في سيرهن الذاتية، وتؤكد أن هناك تغييراً واسعاً سيحدث في المرحلة المقبلة من العمل الحكومي، بما يحملنه من أفكار وإبداعات مختلفة عما سبق.

ولا يخفى على أحد جهود المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وأثره في وصول الكوادر النسائية لمناصب رفيعة وغير مسبوقة على صعيد منطقتنا والشرق الأوسط، فبعد قرابة عقدين من تأسيسه ظهرت لمسات المجلس في أعلى مواقع اتخاذ القرار بالمملكة.

ثم جاء سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ليكمل الفسيفساء الوزارية باختيار الشباب ليضع عنواناً مشرقاً لمستقبل البحرين، نراه بوضوح في إشراقة وجوه الوزراء الشباب واعتماد الكفاءة منهاجاً في التوزير.

ويبعث التشكيل الجديد رسالة للخريجين من شباب الوطن، مفادها أن الطريق أمامكم لتصلوا إلى مواقع مرموقة، ويبقى أن تثبتوا الجدارة والكفاءة، ويؤكد التشكيل أن ملف التعطّل له حل وأن الحل يكمن في أصحاب المشكلة، بأن يعززوا من قدراتهم لكي يصلوا لوظيفة تتجاوز أحلامهم بمسافات، فأكاد أجزم بأن معظم الوزراء الجدد لم يكونوا يتوقعون اختيارهم لحمل هذه المسؤولية العظيمة، ولذلك فإن عنوان المرحلة هو «العمل والعطاء والإخلاص في خدمة الوطن يمكن أن يجعلك على قمة هرم السلطة».

ولم يقتصر رفع نسبة المرأة في المناصب الحكومية على التعديل الوزاري، ولكنه بات أحد ملامح المرحلة الحالية، فلا تخلو مؤسسة حكومية من وجود قيادات نسائية ضمن المستويات العليا والمتوسطة، وهو ما انعكس أيضاً على القطاع الخاص ولذلك كانت الحكومة دوماً هي المحرّك الأساسي للتوجه العام لأي دولة.