يعمد أولئك الذين يتخذون موقفاً سالباً من الاتفاقية الإبراهيمية إلى انتقاد الدول الخليجية التي وقعت اتفاقات السلام مع دولة إسرائيل في كل حين ويعملون على التحريض عليها وانتقاد كل خطوة تتخذها وترى أنها يمكن أن تحميها من كيد الأعداء على اختلافهم، ما يؤكد أنهم يعتقدون أن على هذه الدول ألا تعمل على حماية نفسها وشعوبها واتخاذ ما يلزم من خطوات في هذا المجال، الأمر الذي يعبر عن قلة وعيهم وعدم فهمهم لما يجري من تطورات وتغيرات في العالم.

أن تعمل هذه الدول على اتخاذ ما ينبغي أن تتخذه من قرارات لحماية نفسها حقها الذي لا يمكن لأحد أن ينازعها فيه، فمن غير المعقول أن تجلس هكذا وتنتظر تلقى الضربات من الدول التي تريد بها السوء ثم تقول ليتنا عملنا على حماية أنفسنا! فمثل هذا التصرف لا يفعله سوى الجاهل وكل الذين أقحموا أنفسهم في عالم السياسة الذي أساسه لا صديق دائم ولا عدو دائم وأن من لا يستعد لليوم الصعب مثله مثل الذي لا يدخر القرش الأبيض لليوم الأسود.

من الآخر، من حقنا في مملكة البحرين ومن حق أهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي كل دولة خليجية أن تتخذ قراراً بالسير في ركب السلام أن نعمل على حماية أنفسنا ونتوقع غدر القريب مثلما نتوقع غدر الغريب وأن نستفيد من علاقاتنا القديمة والحديثة على السواء ليتحقق لنا ذلك، بل من حقنا أيضاً ألا نلتفت إلى الكلام الناقص الذي يصدر عن أناس لا «مريال» لهم في السياسة ويؤمنون أن المنطقة والعالم أجمع ينبغي أن يكونا خاضعين لحكم من اعتبر نفسه خليفة الله سبحانه وتعالى على الأرض.

من حق الآخرين أن يفسروا الخطوات التي تتخذها بلادنا على هواهم بل من حقهم أن ينتقدوها أيضاً ويتخذوا منها موقفاً ولكن من حق دولنا وحكوماتنا أيضاً أن تتخذ القرارات التي تعتقد أنها يمكن أن تحمينا.