اليوم ونحن في العقد الثاني من القرن الثاني، لا تزال هناك شعوب ترزح تحت الوصاية، وأخرى مازالت تحت وطأة الاستعمار ما يزيد عن سبعة عقود. فحسب الإحصائية المحدّثة لمنظمة الأمم المتحدة هناك 17 إقليماً حول العالم يخضع للاستعمار، وعندما أسست الأمم المتحدة في عام 1945، كان نحو 750 مليون نسمة، أو ما يقرب من ثلث سكان العالم وقتئذ، يعيشون في أقاليم تابعة لقوى استعمارية.
وفي مبادرة لدعم ومساندة الشعوب والأقاليم التي لم تحصل على استقلالها ولم تسترجع حقّ تقرير مصيرها، على غرار العديد من المستعمرات التي تحرّرت، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 6 ديسمبر 1999 قرارها رقم 91/54 للاحتفال سنوياً بأسبوع التضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وذلك كل عام في الفترة من 25 حتى 31 مايو.
المفارقة أنّ الأعضاء بالأمم المتحدة الذين أقرّوا وصادقوا على قرار الاحتفال بالأسبوع الدولي للتضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، العديد منهم بالأمس في عام 1946 كانوا هم من حدّدوا عدداً من الأقاليم الخاضعة لإدارتهم، والتي ينطبق عليها التعريف الوارد في الميثاق من حيث أنها أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي، كما قاموا بإضافة تلك الأقاليم إلى قائمة للأمم المتحدة، وأصبحت الدول التي تدير الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي «بالدول القائمة بالإدارة». ثمّ كنتيجة لحركات التحرر وإنهاء الاستعمار على مدى العقود الماضية، فقد حذفت معظم الأقاليم من تلك القائمة.
الأقاليم المتبقية اليوم دون التّمتع بالحكم الذاتي، وتنتظر تحقيق الحكم الذاتي، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة وإعلان عام 1960 حول منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة»، هي وفق آخر إصدارات منظمة الأمم المتحدة كالآتي:
- تقع 10 أقاليم تحت إدارة المملكة المتحدة البريطانية منذ عام 1946 «أنجولا - برمودا - جزر فيرجن البريطانية - جزر كايمان - جزر فولكلاند - مونتسيرات - سانت هيلانا - جزر تركس وكابكوس - بيتكبرن - جبل طارق».
- وتقع 3 أقاليم تحت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1946 «جزر فيرجن الأمريكية - ساموا الأمريكية - غوام».
- ويقع إقليمان تحت إدارة فرنسا «بولينيزيا، منذ عام 1946-1947 ومنذ عام 2013» - «كاليدونيا الجديدة منذ عام 1946-1947 ومنذ عام 1986».
- ويقع إقليم واحد تحت إدارة نيوزيلندا «توكيلاو منذ عام 1946».
الغريب في الأمر أن فلسطين المحتلة، لا توجد ضمن أي من القوائم المبيّنة للشعوب المحتلة، والتي لم تحصل بعد على استقلالها ولم تسترجع حقّ تقرير مصيرها، ولا تلك التي تقبع في أسر الدول القائمة بالإدارة، ولا حتى بين أقاليم اختارت الوصاية عن الحرية! كما لا توجد بعد على قائمة الدول الحاصلة على استقلالها! فأين فلسطين؟ هل سُلِبَ منها حقّ الحرّية وحتّى حقّ التَّصنيف؟