خطاب أمين عام «حزب الله» الأخير تضمن تحريضاً مباشراً لفلسطينيي الداخل ملخصه أن استمروا في تنفيذ العمليات الفردية كالطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات وما إلى ذلك لأنها تخيف الإسرائيليين وقد تدفعهم إلى الفرار، كما أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لا تتمكن من رصد التخطيط لها.

في مساء اليوم نفسه أقدم فلسطينيان على إطلاق النار من مسافة صفر على حارس أمن إسرائيلي وقتلاه وتلا ذلك قيام فلسطيني بدهس شاب إسرائيلي بالسيارة وجرحه.

نصرالله لم يقل للذين قام بتحريضهم إنه قد تنتهي حياتهم وتتضرر أسرهم لأن الأمن الإسرائيلي سيكتشفهم عاجلاً أم آجلاً، فهذا الأمر لا يهمه أبداً، المهم هو أن يتبين أن هناك من سمع منه واتخذ قراراً بالتنفيذ وانتشى هو وكل الذين يجلسون في مقاعد المتفرجين يتابعون ما يجري في المدن والبلدات الفلسطينية.

كل الذين يحرضون الفلسطينيين على القيام بتنفيذ تلك العمليات يعلمون جيداً أنها لا يمكن أن تؤدي إلى استسلام إسرائيل وتحقيق النصر، وكلهم يعلمون أن تحرير فلسطين لا يتحقق بهكذا عمليات ولا بما سبقها من عمليات وطرق وأساليب، وهم متأكدون من أن الحل لا يمكن أن يأتي عن طريق العنف الذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف وتعقيد المشكلة، ويعلمون كذلك ومتأكدون من أن إسرائيل تمتلك القوة التي بها تستطيع فعل الكثير مما قد لا يخطر على البال.

الحقيقة التي يتحاشى أمين عام «حزب الله» ومن يؤيدوه في تفكيره التطرق إليها هي أن هكذا عمليات من شأنها أن تكسب الإسرائيليين الكثير من التعاطف الدولي وتجعل العالم يقف معها بدل أن يقف ضدها، كما أن الإعلام الإسرائيلي قوي وذو خبرة وقادر على استغلال قصة كل عملية ينفذها أي فلسطيني وتطويعها لصالحه.

مثل هذا الرأي قد لا يعجب الكثيرين لكنه واقعي. فلسطين لا تتحرر بتصفيق الجالسين على مقاعد المتفرجين وهتافهم.. ولا بوصفات حسن نصرالله.