التذكير بقضية فلسطين وبيان معاناة الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج أمر مهم ومطلوب. فلسطين هي القضية المركزية ومن دون إيجاد نهاية لها لا ينتهي التوتر في المنطقة بل في العالم كله. والفلسطينيون ينتظرون من يمد لهم يد العون ليخلصهم مما هم فيه ويساهم معهم في بناء دولتهم التي هي من حقهم. لكن هل يتحقق ذلك بالتظاهر وحرق أعلام إسرائيل وأمريكا والدول التي توصلت إلى قناعات بعيدة عن العواطف وصارت تتعامل مع الواقع وسبها وشتمها ؟ هل يتحقق ذلك برفع الشعارات التي لم تعد تعني حتى للفلسطينيين شيئاً لأنها ببساطة لم تخلصهم طوال السنين الماضيات مما هم فيه؟

فلسطين لا تتحرر بذلك ولا بالتجمع في قاعات الفنادق والأندية وترديد الأناشيد بحماس ورفع علم فلسطين ووضع الكوفية الفلسطينية على الأكتاف، وهي لا تتحرر بالتهديدات التي لا يزال النظام الإيراني ومن يقف إلى جانبه يوجهها إلى إسرائيل بمناسبة ومن دون مناسبة ولا يفعل غير ذلك.

الدول التي لا تزال تقول إنها ستمحي إسرائيل من الوجود تلحق بذلك القول ما ملخصه إنها «إذا كررت اعتداءاتها فسترى» ! وكذلك تفعل الميليشيات التي تعتبر نفسها جزءاً مما يسمى «محور المقاومة» الذي دعا أمين عام «حزب الله» إلى تسميته أيضاً بـ«محور القدس».

ما يجري منذ سنين هو أن تلك الدول والمنظمات والميليشيات تستغل عواطف العامة لتحقق غاياتها وتقول إنها لا تزال عند كلمتها وإنها ستقوم بتحرير فلسطين ولكنها لا تفعل غير ذلك. وواقع الأمر يؤكد أن كل ذلك لم يؤدِ إلى مفيد ولن يؤدي إلى مفيد وأن محو إسرائيل من الوجود أمر غير قابل للتحقق إلا في أحلام اليقظة.

ما يؤدي إلى مفيد هو ترك الأمر لأهله من السياسيين الذين يمكنهم إيجاد الحلول المناسبة والمرضية للفلسطينيين الذين من حقهم أن تكون لهم دولتهم وللإسرائيليين الذين لا يمكن محوهم من الوجود ومن حقهم أن يعيشوا كذلك.