كعادة فضيلة الشيخ أحمد بن علي حميد وهي أن يهديني أي إصدار جديد يؤلفه أو يشرف على إعداده.. وقبل يومين أهداني إصداره الأخير الذي عنوانه «فقه المرأة المسلمة» والصادر في شهر رجب الماضي 1443 هجرية الموافق لشهر فبراير 2022 ميلادية.

وفي الحقيقة أنني أعرف فضيلة الشيخ أحمد بن علي حميد منذ سنوات بعيدة تزيد على أربعين سنة حيث قمنا بمهنة التدريس بالمعهد الديني عندما كان مديره آنذاك فضيلة الشيخ إبراهيم آل محمود رحمه الله.. ولعل من الذكريات القديمة التي مازلت أذكرها عن المعهد الديني أنه درّس به ثلاثة من المشايخ ممن حرمهم الله من نعمة البصر وهم فضيلة الشيخ أحمد بن إبراهيم المطوع رحمه الله وفضيلة الشيخ محمد شمس رحمه الله وفضيلة الشيخ أحمد بن علي حميد أطال الله في عمره وشافاه مما يعانيه هذه الأيام.

ولعلني أذكر في هذه العجالة شيئاً من سيرة شيخنا أحمد بن علي حميد فهو بالرغم من فقده منذ صغره نعمة البصر، إلا أن الله عوضه بنعمة البصيرة، فقد ولد بمدينة المحرق عام 1945م، وتوفي والده وهو طفل رضيع فنشأ في رعاية عمه حتى وصل إلى مرحلة الشباب حيث اعتمد على نفسه في الكسب من عمل يده على الرغم من فقدانه لبصره. وقد تلقى العلم في شبابه على يد الشيخ محمد بن يعقوب الحجازي رحمه الله، كما حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالله الشملان رحمه الله.. وفي عام 1963م سافر إلى مصر حيث حصل على منحة دراسية على نفقة سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين طيب الله ثراه حيث التحق بالصف الثالث الإعدادي واستطاع خلال أربع سنوات الحصول على الشهادتين الإعدادية والثانوية بدلاً من سبع سنوات، ثم التحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف فحصل منها على الإجازة العالمية «الليسانس» عام 1972م، ثم واصل الدراسة بالبحرين فحصل على الدبلوم العالي في التربية من جامعة البحرين سنة 1990 – 1991م.

أعود لاستعراض موجز عن كتابه الأخير «فقه المرأة المسلمة» والذي تناول فيه الكاتب بعض الأحكام الخاصة بالنساء ومنها بعض الأحكام الخاصة في الطهارة كأحكام الماء الطهور والنجاسات وسنن الفطرة وأحكام الوضوء والغسل والحيض والنفاس والختان وغيرها.. ومنها كيف تطهر المرأة ثوبها من دم الحيض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن خولة بنت يسار قالت: يا رسول الله ليس لي إلا ثوب واحد وأنا أحيض فيه فقال عليه الصلاة والسلام: «فإذا طهرت فاغسلي موضع الدم ثم صلي فيه»، قالت: يا رسول الله إن لم يخرج أثره؟ قال: «يكفيك الماء ولا يضرك أثره».

والكتاب مليء بأحكام الغسل عند النساء وفرائض الغسل وسنن الغسل ومستحبات الغسل، والطلاق فإنه يحرم على الزوج تطليق زوجته وهي حائض بخلاف النفساء فإنه يجوز تطليقها لأن لا يحسب من العدة. والكتاب مليء بالأحكام الخاصة بالنساء، وأنصح المرأة المسلمة بضرورة قراءته وفهمه.