الرأي

عصا 'هيلاري' وجزرتها

ظهرت هيلاري كلينتون في لقاء تلفزيوني تستعرض عضلاتها المترهّلة الجلدية والسياسية، فظهرت منتقدةً سياسة وزير الخارجية أنتوني بلينكن الضعيفة -كما وصفتها- تجاه المملكة العربية السعودية والإمارات، لأنه عجز -على حدّ قولها- عن «إجبارهما» على زيادة إنتاج النفط في وقت تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية الدعم من «حلفائها» ضد روسيا وهم يرفضون، وقالت لو كنت مكانه لاستخدمت سياسة «العصا والجزرة» لتأديبهم!!!!

ألم تفكّروا وأنتم تنصحون بايدن بعقبات التخلّي عن الحلفاء؟ وكنتم إبّان فترة إدارتكم قد جرّبتم صوراً كثيرة من خسائركم تجاه الابتعاد عن حلفائكم.

ألم تحسبوا حسابَ أن التحالفات هي عملية ذات اتجاهين؟ هل كنتم تتوقعون أن تتخلّوا عن مصالحنا ونظلّ نحن نخدم مصالحكم؟

فإن فشلت سياستكِ حين كنتِ وزيرةً للخارجية بالحفاظ على حلفائكم، فهل تحثّون بايدن على إكمال فشلكم؟

ألم تنهَرْ كل مخططاتكم وتنتهي أحلامكم وتُعفّن جزرتكم وتعوجّ عصاكم دون فائدة حين تحطّمت على أسوار القلاع العربية الشعبية التي ثارت ضد مشروعكم؟

ألم تطرد البحرين مُساعدكِ ويرفض الجيش المصري تهديداتكِ وتوقف البحرين ومصر عجلتكِ بعصاهم الشعبية التي تصدّت لمشروعك؟

ثمّ لو كانت هذه «العصا والجزرة» ناجحة أين كانت عصاكِ وجزرتك حين أَغلقت السعودية والإمارات الخطّ بوجهكِ بعد أن طلبتِ منهما عدم التدخّل في البحرين في مارس 2011؟ أم أنك لم تستطيعي تجاوز تلك الإهانة التي تلقيتِها بعد؟

وأين كانت عصاكِ وجزرتك يوم أن اغتيل سفيرك في ليبيا؟

وأين كانت عصاكِ وجزرتك حين تم تسريب «إيميلاتك»؟

وأين كانت عصاكِ مع إيران وهي تركّع جنودكم وتصورّهم؟

وأين كانت عصاكِ حين وضع رئيسُكِ خطوطاً حمراء وتم اكتساحها؟

وأخيراً وليس آخراً، أين كانت شطارتكِ ومهارتكِ وعصاكِ وجزرتك حين كان زوجكِ يضرب بكرامتك الأرض؟

لم تُهَنْ الولايات المتحدة الأمريكية من جميع دول العالم في تاريخها كلِّه كما حصل في فترة إدارتكم الفاشلة، لم يُهَنْ رئيسٌ للولايات المتحدة الأمريكية طوال مائتي عام كما حصل مع رئيسكِ أوباما.

لم أرَ إصراراً على الفشل وتكراره كما أراه اليوم، إصرار على خسارة حلفاء لا تريدون أن تعترفوا بحاجتكم لهم، أنتم أحرار، ولكن لا تنتظروا أن تُخدم مصالحكم مجاناً.

ومرّة أخرى، حين تتحدثين عن المملكة العربية السعودية أو الإمارات احسبي حسابَ شعوب الخليج قاطبةً قبل حكوماتها، فأحسني الأدب.