الرأي

خبر عاجل.. نهاية سوق المباركية؟!

صُدِمَ كثير من أهل الخليج يوم الخميس الماضي، بخبر الحريق الذي شب في سوق المباركية، والذي انتشرت أخباره أسرع من ألسنة النيران التي انتشرت في بنيان هذا السوق العريق، منها، دمار المباركية، نهاية سوق المباركية، وغيرها الكثير.

حسابات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعية سواء إن كانت لشخصيات أو لصحف، نشرت الحدث بشكل عاجل، ونقلت الصورة كما في الإطار الضيق للعدسة، صحيح أن العدسة نقلت الحقيقة إلا أنها نقلت الجزء الذي تم التركيز عليه فقط، وغفلت عن باقي المشهد الذي هو الجزء الأكبر والأهم في الحدث.

نعم كان الحريق الذي شب في السوق كبيراً وكانت الأضرار كبيرة وكان تواجد الدفاع المدني كبيراً جداً، إلا أن حجم أو الجزء الذي تضرر من السوق لم يكن لا أغلب السوق ولا نصف السوق حتى، بل كان في الطرف المعروف «سوق السلاح» -الذي لا يحتوي على أي أسلحة بالمناسبة- والذي فيه مجموعة من محالّ العطور والأدوات المنزلية وبعض الملبوسات، وهو الجزء الأقل تركيزاً بالنسبة للزوار الخليجيين.

ولا أقول ما سبق من باب معلومة عابرة أو عن طريق أحد ما، بل من خلال تواجدي في دولة الكويت في نفس اليوم، فبعد الحريق توجهت للسوق مرتين الأولى وفي نفس يوم الحريق أخذت جولة حول السوق بالسيارة ولم أشاهد أي أضرار في الأجزاء التي اعتاد الناس الذهاب إليها بالعادة، وفي اليوم الثالث أخذت جولة سير على الأقدام داخل السوق في مختلف الأماكن، وكل ما شاهدته أن الأوضاع كانت طبيعية جداً في السوق، والنشاط طبيعي، وما حدث هو ضرر لا يصل إلى ما قيل من تهويل أو أخبار مبالغ فيها.

فلم ينتهِ هذا السوق العريق ولم يتدمر ولم تختف حركة السياح فيه كما وصل إلى الكثيرين، بل هي سقطة جديدة لمن أصبح يمتهن الإعلام ونقل الأخبار بلا مصداقية ولا علم بأساسيات الخبر.

ليس المطلوب أن نتستر على المصائب والسلبيات ولا المطلوب أن نزيد ونبالغ في التهويل من أجل صناعة الحدث والقصة، بل أن نعرض الخبر كما تشاهده العين وكما تسمعه الأذن، هذا لمن أراد أن يكون ضمن عصبة الإعلاميين، فالإعلام الجديد لا يقتصر على صحيفة أو قناة تلفزيونية أو إذاعية، تنطلق حدوده من جهازك «الجوال» وصولاً للعالم.

أما بالنسبة للمشاهدين والمتلقين، ورغم أن الشريحة العظمى منهم على واعي ومتابع جيد للأخبار والأحداث يفوتهم حس التأكد والرجوع للمصادر الرسمية والمعتمدة، لا أعلم أهو قلة ثقة بهذه الجهات أو استصعاب وتكاسل في البحث، فأغلب الناس أصبحت تريد الخبر الجاهز المختصر.