الرأي

حين ترفعك أفعالك لا أموالك

ثلاثة أخبار أمس تؤكد على موقع البحرين دولياً وهو موقع أكبر من مساحتها الجغرافية بكثير لأن من حدد تلك المساحة هي رؤية النظام السياسي للمملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكفاءة الإنسان البحريني.

الخبر الأول هو إشادة الأمــم الـمـتـحـدة بـالـجـهـود الإنسانية التي تقوم بها مملكة البحرين لدعم المتضررين فــي أنــحــاء الـعـالـم بـأسـبـاب الــحــروب والــكــوارث الطبيعية والـتـي كـانـت آخـرهـا توجيهات حضرة صــاحــب الــجــلالــة الــمــلــك الــمــفــدى بـتـكـلـيـف الـمـؤسـسـة الـمـلـكـيـة للأعـمـال الإنـسـانـيـة بـقـيـادة سـمـو الـشـيـخ نـاصـر بــن حـمـد آل خـلـيـفـة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب بـتـقـديـم مـسـاعـدات إغـاثـيـة للاجـئـيـن المدنيين الـفـاريـن مـن أوكـرانـيـا مـن الأوكـرانـيـيـن وغيرهم من الجنسيات الأخـرى من دون تفرقة أو تمييز بـقـيـمـة مـلـيـون دولار أمـريـكـي اسـتـجـابـة لـلـنـداء الـعـاجـل الــذي أطلقته الأمــم الـمـتـحـدة لتمويل العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في أوكرانيا لتكون مملكة البحرين أول دولـة خليجية تبعث المساعدات للاجئين في أوكرانيا بما يعكس الدور الإنساني لمملكة البحرين ووقوفها مع الشعوب والتركيز على مبادئ التضامن الإنساني.

الخبر الثاني هو أن جميع الدول الأعضاء في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي «ايكاو» أثنوا على خدمات الملاحة الجوية التي تقدمها مملكة البحرين على مدى أكثر من ستين عاماً وأقروا استمرارية حفاظ مـمـلـكـة الـبـحـريـن عـلـى إدارة الـحـركـة الـجـويـة فـي الأجــواء الـواقـعـة فــوق الـمـيـاه الـدولـيـة امــــتــــداداً مـــن حـــــدود إقــلــيــم الإمـــارات لمعلومات الـطـيـران حــتــى حــــدود إقــلــيــم الـكـويـت لمعلومات الطيران.

أما الخبر الثالث أن مملكة البحرين ستستعرض وبالتعاون مع جامعة هـارفـارد الأمريكية نهاية الشهر الـجـاري جهود فريقها الطبي الوطني للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد 19» من خلال عرض أبحاثها العلمية المحلية المتعلقة بالتحليل الجينومي للفيروس لمعرفة التحورات الفيروسية، كما سيتم عرض عملية الكشف والترصد المعمول بها في مملكة البحرين.

الدول لا تقاس أهميتها بما تملك من موارد وأموال ولا تقاس أهميتها بحجمها ومساحتها بل تقاس أهميتها بمواقفها الدولية وطبيعة دورها الذي تلعبه لخدمة البشرية والمجتمع الدولي.

والبحرين في الأخبار الثلاثة تصدرت دولاً فاقتها إمكانيات مادية، مساحة جغرافية بل فاقت دولاً حاولت أن تعطي لنفسها مكانة بصرف الأموال على الدعاية لها وتكبيرها من خلال البروبغاندا الزائفة، ودولاً وظفت أموالها وإمكانياتها لزرع الموت والدمار والخراب ومع ذلك لم تحظَ إلا باللعنات والنبذ والطرد، فجاءت البحرين لتعطي نموذجاً لما يمكن أن تفعله الرؤية السياسية الحكيمة إن هي سخرت ما تملكه أياً كانت قوته أو ضعفه في خدمة البشرية وما تحصده من ثمار ونتائج ترفع اسم هذه الدولة وشعبها المعطاء.

هكذا هي البحرين بقيادتها وبشعبها وكفاءته وعطائهما معاً تشهد بذلك المحافل الدولية دون أن تدفع البحرين فلساً واحداً لجهات إعلامية كي تمدحها أو تزين أفعالها.