الرأي

سيادتنا خط أحمر.. ولا مكان للغرباء

يذكر التاريخ العربي العديد من القصص والحكايات عن أشخاص ساهموا، عمداً أو جهلاً، بضياع أوطان واحتلال دول وسفك دماء الأبرياء، بعد أن اعتقدوا أن بإمكانهم إحداث تغيير وتحسين أوضاع بلدانهم بمساعدة الخارج، ناسين أو متناسين أن للأوطان سيادة واستقلالاً وحرية قرار. تكررت الأحداث عبر التاريخ، وإن كانت بصور وأشكال كثيرة، فمنهم من يرهن نفسه وقراره للخارج أو يتخابر مع العدو وصولاً من يحمل السلاح ضد أبناء جلدته، كل ذلك يتم تحت عنوان ومبررات مختلفة؛ ظاهرها الإصلاح وباطنها الفساد والإفساد.

ورغم تجاوزنا تبعات الأزمة التي مرت بها البحرين عام 2011، لا زلنا نستذكر محاولات بعض القوى والجماعات استهداف أمن واستقرار وزرع بذور الفتنة والفرقة بين أبنائه، بدعم وتحريض من جهات خارجية، عملت على التدخل الفج في الشأن الداخلي، لتنفيذ أجنداتها الخاصة والهدامة.

ورغم مرارة التجربة؛ إلا أن البعض لا يزال مصراً على تكرار ذات الأخطاء عبر تجاوز مؤسسات الدولة الرسمية، عبر بحث شؤون الدولة الداخلية مع جهات خارجية وإثارت مغالطات وشكاوى فئوية ومنحازة، ما يمثل إضراراً بمتطلبات الأمن والسلم الأهلي، وهو ما ترفضه كل أطياف وشرائح المجتمع البحريني.

الاستعانة بالخارج ومحاولة الاستقواء بدول ومنظمات أجنبية أمر لا يمكن القبول به أو السكوت عليه، خصوصاً وأن البحرين تمتلك نظاماً سياسياً وقانونياً كفل للجميع حرية الرأي والتعبير عبر مؤسسات الدولة الرسمية، ما يسقط أية حجة أو مبرر لمناقشة أية أمور داخلية مع جهات أجنبية، بل يستدعي الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء ومحاولة رهن سلطة الدولة وقرارها الوطني للخارج.

وهنا لا بد لنا جميعاً أن نشيد بالحزم الذي أبداه الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، وتأكيد الرفض المطلق لأي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وتفعيل القوانين المتعلقة بحظر الاتصال أو اجتماع الجمعيات السياسية والمدنية البحرينية بأي جهات أجنبية دون إخطار الجهات المختصة، حسب الأنظمة والقوانين الوطنية.

وأخيراً.. البحرين وطن حر مستقل، وسيبقى كذلك، وسيواصل مسيرة الخير والعطاء، بقيادة ربان السفينة، جلالة الملك المفدى، والتفاف أبناء الوطن حول الراية الخليفية المظفرة، لنعيش كما كنا على الدوام، مرفوعي الرأس فخورين أننا بحرينيون.

إضاءة

«.. فخورين بوطننا العزيز ومواطنيه الأوفياء، الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء والبذل لصالح الوطن، وإننا على قناعة تامة بأن منعة الدول بهذا النوع من التلاحم لهو خير سبيل لصد المغرضين، وهو ما مكننا، ولله الحمد، من الوصول إلى ما نحن فيه من خير وتقدم واحترام عالمي». «حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى».