الرأي

ريان ليس آخر الأحزان

رغم حالة التعاطف والحزن التي عمت العالم بوفاة الطفل ريان الذي راقب العالم محاولة إنقاذه خطوة بخطوة، وتأثر مع كل محاولة تقترب من إخراجه من حفرته تبوء بالفشل، ومع انتهاء صفحة ريان وبرحيله سينسى الجميع قصة ريان ومن سيتذكره سيظل عالقاً في ذاكرته يوماً أو يومين أو حتى أسبوع ولكنها في النهاية صفحة سيطويها النسيان.

ريان مع كل التعازي لذويه طفل واحد وقعت حادثته في ظروف معينة، لكن هناك في كل يوم مائة ريان وريان تنتهي بهم النهاية إلى حيث انتهى ريان مئات الأطفال السوريين مثل ريان لا ذنب لهم ولا يفقهون شيئاً مما يدور حولهم، بل ربما أصغر من ريان يقعون ضحايا إجرام البشر كم طفل في سوريا وكم طفل في العراق وكم طفل اغتال الحوثي طفولتهم؟! كل أولئك لم يتحرك أحد لهم؛ لأنهم لم يتم بث التنكيل بهم أو سقوطهم ضحايا في بث مباشر عبر وسائل التواصل ولم تتحرك وكالات الأخبار العالمية لنجدتهم كما تحركت لبث حالة ريان أولاً بأول.

ريان كلنا نتعاطف معه وحزنا عليه وبكاه العالم وكلنا ينبغي أن نبكي أطفالنا في سوريا والعراق واليمن وبقية البلدان التي دمرت فيها الطفولة وحرمت من أبسط حقوقها وغض العالم الطرف عنها واعتبرهم ضحايا الحروب الطاحنة، فكم من طفل تغتال طفولته تحت مسمع ومرأى من العالم؟! بل حتى أولئك الأطفال الذين هرب بهم ذووهم من وطيس المعركة ظانين أنهم يحمونهم ينتهي بهم المطاف أن يموتوا غرقاً في أثناء هروب غير شرعي ومن نجا من الموت المحقق لم ينجُ من النيل من طفولته؛ فأطفال اللاجئين في السويد الذين يفترض أنهم قد نجوا من موت محقق في دولهم ووصلوا إلى بر الأمان هاهم أيضاً يفصلون عن ذويهم بحجج مختلفة ويبكيهم أهاليهم، وتكفينا جولة في وسائل التواصل الاجتماعي لنرى حجم المعاناة التي يعاني منها من ظن أنه هرب من جحيم الحرب وأن جنته ستكون في تغربه. رحم الله ريان المغرب وكل ريان في دولنا.