الرأي

هذا أسلوبهم 'الخاص' في الانتقام!!

النظام الإيراني لا يتردد في إعلان نواياه على الملأ، خاصة تلك التي تتعلق بممارساته الإرهابية، في مفارقة تتناقض مع ما يدعيه بأنه نظام يسعى لتحسين علاقاته الخارجية، وبموازاة نفيه الدائم لرعايته للإرهاب.

لكن المناسبات التي يحشد لها هذا النظام، ويحاول فيها حشد المزيد من تأييد السائرين خلفه، تكشف دائماً في خطاباته الحماسية التي يلقيها قادة مؤسساته العسكرية كيف أن الإرهاب هو منهج دائم، بل أسلوب للتعامل حتى لو أدى لإيصاله لداخل دول أخرى.

في الذكرى السنة الثانية لتصفية الولايات المتحدة الأمريكية لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وقف خليفته العميد إسماعيل قاآني ليقول بصراحة أن إيران لديها «أسلوب خاص في الانتقام»، وواصل ليوضح تفاصيل هذا الأسلوب حينما قال بنص العبارة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية: «نحن نجهز الأرضية للانتقام من الأمريكيين من داخل منازلهم، وحيثما كان ذلك ضرورياً، سنأخذ بثأرنا من الأمريكيين من داخل منازلهم وعبر الأشخاص من حولهم دون الحاجة لوجودنا بشكل مباشر».

تفكيك هذا الخطاب يبين الأسلوب الذي تتبعه هذه الأجهزة الإيرانية في تنفيذ مخططاتها الإرهابية، ويبين طريقة التفكير في أذى البلدان والشعوب وفي منهجية الاغتيالات الغادرة التي تسعى لتنفيذها.

هو يقول بأن العمل قائم على تجهيز الأرضية للانتقام، أي أن المخططات في طور البناء لتحديد الأساليب التي سيتبعها الحرس الثوري الإيراني في تنفيذ عملياته الإرهابية.

ثانياً هو يتحدث عن أخذ الثأر بداخل المنازل، وهذا خطاب خطير جداً يكشف بأن نظاماً يمثل دولة يسعى للوصول بإرهابه إلى داخل بيوت من يصنفهم على أنهم أعداء.

ثالثاً أشار قآاني إلى أن الثأر سيكون عبر أشخاص من حول الأمريكان، ما يعني عدم الحاجة لوجود عناصر من الحرس الثوري بشكل مباشر في تلك المواقع، وهو ما يوضح بشكل جلي أسلوب «التجنيد» المتبع من قبلهم، والذي يوجه إلى الأشخاص الذين يبيعون ولاءهم وانتماءهم لأوطانهم ويخدمون أجندة الأجنبي مقابل مكاسب شخصية يوعدون بها.

حتى وإن كان خطاب قائد فيلق القدس الإيراني الحالي موجه إلى الأمريكان، وحدد فيه أهدافاً كالرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية بومبيو بشأن تصفية سليماني، إلا أنه خطاب يكشف الأساليب التي ينتهجها ويتبعها النظام الإيراني في نشر إرهابه وتنفيذ عملياته، وهو «الأسلوب الخاص» الذي عناه المتحدث.

للأسف نظام يدير جمهورية غنية بمواردها الطبيعية والتي لا يستفيد منها الشعب الذي يرزح تحت حكم ديكتاتوري متفرد، نظام بدلاً من سعيه لتحسين علاقاته مع الجوار وبناء مستقبل لأبنائه، نظام يعمل ليل نهار لصناعة الإرهاب ومعاداة الآخرين، وأعظم إنجازاته ومساعيه تقوم على مبدأ الانتقام والثأر واستهداف أمن الدول في ظل تدخله الدائم في شؤونها.