الرأي

الاتفاق النووي وصفقة القرن الواحد والعشرين '1'

إذا ما تساءلنا عن حقيقة مفاوضات الاتفاق النووي التي تجري حالياً بين النظام الإيراني ومجموعة دول 4+1 «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين»، إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر. والتي عنونت بمفاوضات المفاعل النووي وادعاء أنها تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد تعطله إثر انسحاب الولايات المتحدة أثناء رئاسة ترامب عام 2015. هذا المؤتمر الحالي والذي يعقد في العاصمة النمساوية فيينا يجعلنا أمام تساؤلات عديدة تحتاج إلى إجابات حيث علق معظم المحللين السياسيين بقولهم على أن هناك غموضاً في هذه المفاوضات ومصدر هذا الغموض في نظري يرجع لأسباب أهمها: هل يعقل أن تكون المفاوضات بين طرفين غير متكافئين إلى حد كبير في ميزان القوة العسكرية والاقتصادية حيث الطرف الأول دولة وصلت إلى حافة الهاوية في بنيتها التحتية الآيلة للسقوط واقتصاد متردٍ يقع تحت عقوبات لا تزال والطرف الآخر خمس أقوى دول في العالم من حيث الاقتصاد والقوة العسكرية متحالفة مع أعظم دولة في العالم؟ كذلك ماذا وراء التصريحات المتناقضة حول مصير الاتفاق حيث نجد الوفد الإيراني متفائل في تصريحاته حيث يقول رئيس الوفد الإيراني علي باقري «الأحد 12 ديسمبر 2021» في تصريحات أوردتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «ارنا» بالعربية إن «الجانبين «إيران من جهة والدول الأطراف في الاتفاق من جهة أخرى» يمضيان قدماً من أجل التوصل إلى إجماع واضح بشأن نطاق وحدود القضايا التي ستدرج في جدول المفاوضات». واعتبر الدبلوماسي الإيراني ذلك «إنجازاً جيداً.. لو تمكنا خلال المرحلة الراهنة من التوصل إلى هذا الإجماع، سيكون مهماً لأنه منذ البداية كانت هناك خلافات بين الطرفين في هذا الخصوص». والعكس حيث قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في وقت سابق الأحد: «هذه آخر فرصة أمام إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بعزم جاد في هذه القضية».

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية «أنالينا بيربوك» بعد اجتماعاتها مع نظرائها في مجموعة السبع في ليفربول إن إيران استأنفت المحادثات بموقف أعاد المفاوضات ستة أشهر إلى الوراء.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه للتشدد في تطبيق العقوبات على إيران بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل. وسيصدر الوفد الذي يضم أندريه جاكي رئيس مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية تحذيراً للشركات التي لا تلتزم بالعقوبات.

إذا لم يكن كذلك كما قالوا يكون الاتفاق النووي ما هو إلا الستار الذي يختبئ وراءه النظام الإيراني لكي يحتفظ بماء الوجه تضمن عودته للاندماج مع المجتمع العالمي وخاصة مع دول الجوار خاصة السعودية ويضحي بالأذرع الأربع التي يراهن بها في الدول العربية وهي اليمن وسوريا ولبنان والعراق. «يتبع في الأسبوع القادم».