الرأي

صرّح مصدر مسؤول..

عرفت آخر خبر؟؟ مسكين أنت، معقول ما عندك علم آخر الدراسات شو ذكرت من كم يوم! من الأفضل أن تشاهد الأخبار وشو عم يصير في العالم وبالبلد، أو تتابع برامج التواصل الاجتماعي؛ فهي تعج وتضج بآخر المستجدات والأحداث على لسان فلان وعلان من الفاشينستات وأنت ولا دريان؟!

هكذا تبدأ الخبرية، وأقصد بالخبرية أي «الشائعة» التي سرعان ما يتم نقلها كسرعة انتشار النار في الهشيم، وخاصة مع برامج التواصل الاجتماعي. ولكن مع الوقت أصبحت الشائعات تتميز بنكهة عقلانية وصفة منطقية بحيث يمكن لقارئها أن يقع في فخ شباك زيفها، كيف لا والكلام المذكور تم نقله على لسان مصدر مسؤول أو عالم مشهور أو شخص ذي شأن مرموق أو فكر موزون أو دراسات علمية موثوقة أو أخبار من أساطير الأولين مسموعة. لنكتشف مع الوقت أنه لا يوجد شيء مما هو منقول بالحقيقة موجود، تماماً كما هو الحال وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ ما حصل وجرى بالنسبة إلى التطعيم الخاص بمكافحة وباء جائحة كورونا وبين الحوار والجدال والنشر والتحريض والعِناد نجد اليوم أن الأعداد حول العالم بدأت بازدياد شاسع بعد أن كانت في انحسار خامد، كله لسبب الانسياق إلى شائعات غير مرتبطة بمصدر حقيقي صريح يواجه العالم أجمع ويُسكت صوت قليلي الحيلة والمغرضين.

خلال كتابتي مقالي هذا تلقيت أكثر من خبر أولها أن البحرين ستعلن حالاً إطلاق الشارة الحمراء خلال سويعات، وأن الشعب في لبنان سوف يقوم غداً صباحاً بثورة ضد الفساد والطغيان وأن الشعب السوري سيرجع إلى أرضه معززاً مكرماً بامتياز، والمطر هذه السنة لن يكون عبئاً على المواطن؛ فأصحاب المقاولات عملوا بذمة وإخلاص وجهزوا الشوارع والطرقات وأهّلوا البنيان وضريبة القيمة المضافة لن ترتفع وسيبقى وضعها على ما كان وبطالة الشباب وجد لها الحل المثالي الرنان.

المذكور لا يقع في دائرة المحظور ولكن يحتاج إلى قليل من التدقيق وكثير من الوعي والتريّث قبل الضغط على «إرسال»، فأنت في جميع الأحوال لن تحصل على جائزة أو ثواباً.