الرأي

رجال أمننا راية عزنا

حين كنا نمر بنقطة تفتيش أيام الأزمة تخنقنا العبرة ونبحث عن كلمة أو إشارة أو رمزية نقول من خلالها لمن وقف في حر الشمس حامياً لنا صائناً لأمننا «شكراً» فرؤيتكم فقط تبعث الطمأنينة، في وقت انتشر فيه الخوف وانعدم الأمن وألفنا صوت التفجيرات أكثر من صوت الأذان، وبين تلك الأيام واليوم مرت عشر سنوات بقي لنا من قلق في الشارع على من خرج دون كمامته ولم يحافظ على الاحترازات، ولم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه إلا لكون رجال أمننا يسبقون أعداءنا بخطوات وهذا المستوى الأمني لم نصل إليه عبثاً.

تكلم معالي وزير الداخلية بلساننا ولخص بإيجاز ثمرة جهود وتضحيات رجال الأمن بمؤشرات نلمسها منذ أن نفتح أعيننا تحت سقف بيتنا ومن ثم نخرج إلى شوارعنا نجاهد يومنا ومن ثم نعود إلى فراشنا آمنين مطمئنين، بفضل من الله وبجهودهم، حيث قال معاليه: «في يوم شرطة البحرين.. تبدو حقائق الأمن والاستقرار علامة على حيوية الوطن وتماسكه. فما نعيشه من استقرار أمني، ولله الحمد، يؤكد صدق التوجه ونجاح المسيرة، في المضي قدماً نحو غد مشرق، يؤمّن حياة كريمة على هذه الأرض الطيبة.

ولعل تراجع معدل الجريمة، اليوم، وتحقيق معدلات غير مسبوقة في مكافحتها، رغم التحديات الأمنية المعقدة، يؤكد أن مملكة البحرين آمنة ومستقرة وعلى الطريق الصحيح، طالما هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ووضعوا ولاءهم لجلالة الملك، وساماً على صدورهم وعقيدة في قلوبهم، وضحوا ومازالوا لينعم الجميع بالأمان والطمأنينة، في ظل التزام المواطنين الشرفاء بمسؤولياتهم تجاه وطنهم من خلال الشراكة المجتمعية البناءة، التي تمثل ركيزة أساسية في حفظ أمن الوطن وصون المنجزات الوطنية».

نعتقد ونحن ننعم بأمننا أن ذلك يتأتى بوجود منتمين لمؤسسة أمنية حولنا فحسب، هناك رجال أمن فهناك أمن، وننسى أن السباق الزمني بين منتمي هذه المؤسسة وبين عالم الجريمة والإرهاب والاحتيال والنصب والفوضى سباق لا يكون الظفر فيه إلا بالإعداد والتأهيل ومواكبة كل المستجدات في هذا العالم الظلامي، فيستغرق الجهد والمال والتضحيات كي يكونوا في المقدمة وتكون لهم الكلمة.

لذا نحن ندين لهم، فدونهم لا اقتصاد لا سلام لا أمن، دون تضحياتهم دون تفانيهم دون إخلاصهم لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، ليسوا رجال أمن بل هم درعنا وحصننا وركيزة لنهضتنا، دونهم تتعطل العجلة فلا تسير.

شهداؤهم قطعة منا أمهاتهم نحن، وآبائهم منا وفينا، أبناؤهم فلذات أكبادنا والكل حضن لهم.

لا يوم يكفي لتقديرهم، بل هم محل تقديرنا واحترامنا دائماً وأبداً من أصغرهم رتبة إلى وزيرهم.

تحملوا ما لا يتحمله من في مكانهم، قبلوا أن يكونوا في وجه المدفع نيابة عنا، طالبوهم بالصبر والتحمل حتى نجتاز النفق الذي أقحمنا فيه عنوة ذات يوم لن ننساه، وكانوا على قدر المسؤولية وصبروا وصابروا وأثبتوا أنهم أمام الهدف الذي هو واضح ونصب أعينهم أكثر جلداً مما يعتقد أعداء الوطن، حتى ظفروا في النهاية بنصر مؤزر، ورحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته؛ فالوطن يدين لهم بعزته وكرامته وشرفه.

حين نحتفل اليوم بأعيادنا فإننا نقدم الشكر والعرفان لهم ولتضحياتهم ولتفانيهم، ونقدم الشكر لمن أمسك على الجمر وبقي صامداً حتى النصر، ونقدم الشكر للصورة العزيزة الكريمة التي يكنها أطفالنا الصغار للشرطة والعسكر، ولكل زي أمني هو مصدر الفخر والاعتزاز، حباً وشغفاً بأن يكبر صغيرنا فيصبح منهم ويرتديها، ذلك غرسنا في أبنائنا رداً لدين علينا وفي رقابنا إلى يوم الدين.