الرأي

فترة العصر الذهبي للعالم الإسلامي

العالم العربي شاسع، بما في ذلك العديد من البلدان المختلفة في آسيا وإفريقيا. لقد حقق العالم المعاصر تقدماً كبيراً في جميع مجالات النشاط الفكري البشري، بما في ذلك الطب والعلوم والإنسانيات، وخاصة في العصر الذهبي للعلم العربي الإسلامي «القرنان الثامن والثالث عشر الميلاديين». وتسمح لنا الخلفية التاريخية المجيدة بفهم المعتقدات الدينية للبشرية في العصر الذهبي لعلم اللغة العربية، وتقييم المساهمات البحثية للدول العربية في العلوم الطبية الحيوية اليوم.

شهدت العلوم الطبية الحيوية في العالم العربي الإسلامي تطوراً كبيراً بين القرنين الثامن والثالث عشر الميلاديين، وانتشر ازدهار المعرفة والأفكار لاحقاً في جميع أنحاء أوروبا، وكان له تأثير كبير على الممارسة الطبية والتعليم. ونشأ المجد العلمي للأمة العربية في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وقد وحدت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم القبائل العربية، ومع فتح المسلمين البلدان «الفتوحات الإسلامية» تأسست الدولة الإسلامية عام 622 م. عندما انتقل النبي من مكة إلى المدينة المنورة. وفي غضون قرن من وفاته صلى الله عليه وسلم، «632 م»، من جنوب أوروبا إلى شمال إفريقيا إلى آسيا الوسطى إلى الهند، كان جزء كبير من الكوكب تحت سيطرة وتأثير الإمبراطورية العربية الإسلامية الجديدة. في عام 711م، فتح العرب المسلمون جنوب إسبانيا وأسسوا مركز حضارة مزدهرة «الأندلس». وظهر مركز آخر في بغداد، من السلالة العباسية، الذين حكموا جزءاً من إسلام العالم خلال الفترة التاريخية التي عُرفت فيما بعد باسم «العصر الذهبي»، «750-1258م». ويعتمد «العصر الذهبي» على عدة عوامل: يتعلم المسلمون ويطلبون العلم بحسب تعاليم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به القرآن الكريم من آيات واضحة جداً تحث على التعلم بحيث أول كلمة نزلت من القرآن الكريم هي «اقرأ»، «سورة العلق»، والرسول صلى الله عليه وسلم شجع على طلب العلم «اطلب العلم من المهد إلى اللحد».

لأن الإمبراطورية الإسلامية وحدت مساحات شاسعة جغرافياً، لذلك أصبح التواصل أسهل بحيث تمكن العلماء من أن يتنقلوا بين أطراف الدولة الإسلامية للتدريس أو لتبادل الأفكار، أضف إلى ذلك أن اللغة العربية أصبحت لغة العلم في ذلك العصر كما نجد ذلك في الترجمات من اليونانية واللاتينية والصينية إلى العربية والتي لا حصر لها، وبالتالي القضاء على الحواجز اللغوية للعلماء. خلال نفس الفترة، تعلم العرب من الصينيين كيفية إنتاج الورق، وتزايدت الكتب، وتم إنشاء مكتبات في مراكز القاهرة وحلب وبغداد والحضر في إيران وآسيا الوسطى وإسبانيا، وتم افتتاح مكتبات بآلاف العناوين في عدة مدن. وأخيراً بيت الحكمة مؤسسة أكاديمية تعمل كجامعة تأسست في بغداد عام 1004م.

من ذلك نجد أن الدولة العربية الإسلامية كان لها إسهامات كبيرة في جميع نواحي العلم، وما نحن فيه الآن من تطورات علمية ما هو إلا إرهاصات لدور المسلمين في ذلك العصر «العصر الذهبي للعالم الإسلامي».

* أستاذ مساعد بقسم الفيزياء - كلية العلوم - جامعة البحرين