الرأي

آخر الملفات

صحيح أننا نحلم بخليج موحّد، وليس متعاوناً فقط، قوة عسكرية اقتصادية عظيمة لو توحّدت الجهود فيها فعليّاً لا مجرد أقوال، ونحلم بمستقبل زاهر في ظل الطموح الذي تتطلع له شعوب المنطقة، فإن ذلك لن يكون إن بقيت ملفاتنا عالقة دون حلول جدية.

واقعياً نجحت دول الخليج في حل معظم القضايا الحدودية العالقة بين بعضها البعض، فجميعها تم حلها وحسمها، بين الكويت والسعودية، وبين السعودية والإمارات، وبين الإمارات وعمان، وبين عمان والسعودية، والبحرين ليس لها خلاف مع أحد، وما بقي إلا الملف الذي بيننا في البحرين وبين قطر وعلى رأسها ترسيم الحدود البحرية بشكل ينهي هذا الخلاف الأزلي، أما بقية الأمور الخلافية بين دول الخليج فقد تجاوزناها بما فيها القطيعة الرباعية القطرية، فقد نجحت دول الخليج في تجاوزها بالتعاطي معها وفقاً لحجمها الطبيعي بعد أن تخلصت منها وحصن الخليج جبهته.

إعلامياً دول الخليج قادرة أيضاً على تحمل بعض المشاغبات الاستفزازية من قناة الجزيرة القطرية، ونستطيع التعايش معها إن بقيت. جميع تلك الأمور بالإمكان تجاوزها، وبقية دول الخليج مع بعضها كما يقال «سمن على عسل» إلا مسألة ترسيم الحدود بيننا وبين قطر فهي المسألة التي ستبقى ملفاً مفتوحاً يعيق كثيراً أيَّ تقدم نحو الوحدة التي نحتاج إليها لمواجهة حجم التحديات الفعلية التي تواجه منطقتنا، فإن استطاعت دول الخليج مجتمعة أن تساهم في حل هذه الأزمة فإننا مقبلون فعلياً على ازدهار تنعم به شعوب المنطقة كافة وبالأخص إذا نجحنا بالتحرك الجماعي.

البحرين دولة مسالمة جداً، ومتعاونة جداً، وقدمت الكثير من أجل وحدة هذا المجلس، وأكثر دولة تدعو للوحدة وللعمل المشترك، وهي مسالمة في محيطها الإقليمي والدولي ومساهمة في كل ما يدعو للسلام وللتعايش وللأمن والأمان، وفي مكافحة الإرهاب عسكرياً ولوجستياً ومِن أنشط الدول في مراقبة غسيل الأموال والاتجار بالبشر، فلا تجد عملاً يعود بالنفع على البشرية إلا وتجد البحرين من أوائل الدول التي تساهم به رغم محدودية إمكانيتها، هذه هي البحرين مع البعيد، فكيف بها مع القريب؟ ليست لنا طموحات توسعية ولا نأخذ حق غيرنا ولا نعيل على أحد.

لسنا طلاب مشاكل ولا معرقلين لأي عمل وحدوي، بل بالعكس، لطالما مددنا اليد فعلياً لا قولاً فقط للأشقاء في قطر، وعرضنا كل أنواع الحلول الممكنة، فالبحرين لا يسمح لها تاريخها وعراقتها وأصلها إلا أن تكون سباقة للخير، وهي من أوائل الدول التي تقدمت لتحرير الكويت، وتقدمت للمشاركة في حماية الحدود في المملكة العربية السعودية، وضحت بأرواح أبنائها من أجل حماية أمن هذا الخليج ودوله، وحين تتمسك بحقها فإن ذلك أقل ما تقوم به من واجب ومسؤولية تجاه مستقبل أبنائها وشعبها.

كلنا أمل بغلق هذا الملف، فلا نحمله للأجيال القادمة.